للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وللقاضي الازدي (١) من قصيدة:

سأتبعها والجو بالشهب ابلق ... واحتثها والليل بالشهب اشيب

ولا أتوخى الظل وهو مطيب ... ولا أتوقى الشمس وهي تذوب

وأني في ظل المقام وبرده ... وظني أن العيش في البيت أطيب

لكا لمكتفي بالماء يرويك صفوه ... ولم يدر ان الراح تروي وتطرب

إلى أن أحط الرحل في مبنت العلى ... بحيث الثرى يبتل والعود يرطب

وحيث الندى ينهل والحمد يقتنى ... وحيث جناب المجد ريان معشب

وأما المتأخرون فإنهم لم يرضوا في حسن التخلص إلا بالتورية كقول ابن نباتة (٢) من قصيدة في مدح تاج الدين السبكي (٣)، وقد أبدع:

قد أسرج الحسن خديه فدونك ذا ... سراج خد على الأكباد وهاج

والجم العذل فاركض في محبته ... طرق الهوى بعد الجام واسراج


(١) هو ابو محمد عبد الغني بن سعيد كان عالما متفننا مولده في القاهرة سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة وتوفي فيها سنة تسع واربعمائة.
وفيات الاعيان ١: ٣٠٥ وبروكلمان، التكملة (١: ٢٨١) والاعلام (٤: ١٥٩).
(٢) هو ابن نباتة المصري، محمد بن محمد المتوفى سنة ثمان وستين وسبعمائة وقد مرت ترجمته في حاشية ص ٣٣٦ ج ١.
(٣) هو قاضي القضاة تاج الدين ابو النصر عبد الوهاب ابن ابي الحسن علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام السبكي الشافعي. ولد بالقاهرة سنة سبع وعشرين وسبعمائة ولازم الاشتغال على والده وغيره حتى مهر وهو شاب وانتهت اليه رئاسة القضاء والمناصب بالشام وامتحن في اواخر ايامه ثم تداركه اللطف وتوفي سنة احدى وسبعين وسبعمائة. وهو صاحب «طبقات الشافعية الكبرى» مطبوع وغيره من الكتب: ترجمته في الدرر الكامنة ٢: ٤٢٥ وحسن المحاضرة ١: ١٨٢ والخطط الجديدة ١٧: ٨ وجلاء العينين ١٦ وبروكلمان ٢:
١٠٨ وتكملته ٢: ١٠٥ والاعلام ٤: ٣٣٥ وفيه مصادر أخرى. ومعجم المطبوعات العربية ١٠٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>