وله في مدح الوالد أيضا:
عطف الحبيب وجاد لي بوفاء ... وطفى ببرد الوصل حر جوائي
ومضى قديم الهجر حتى لم يكن ... وصفا جديد الود أي صفاء
سكنت عيون الدهر عن حركاتها ... ونمت سعودي واضمحل عنائي
وغدا الحبيب يقول لي هنيت في ... هذا الوصال لقد أمنت جفائي
رشأ رنا لاح السنا لما دنا ... وإذا انثنى كالصعدة السمراء
ظبي أرى فيه الكرى عني سرى ... دمعي جرى أنبا الورى ببلاء
لم انس ليلة زارني متوحدا ... تحت الدجى في غفلة الرقباء
فنهضت ارفل قائلا أهلا به ... من طارق تحت الظلام فنائي
عانقته مستبشرا بقدومه ... كتعانق الأحباب يوم لقاء
وغدوت مبتهجا به وشكرت ص ... نع الدهر حيث البدر من ندمائي
طاب المقام وبث كل شوقه ... بأرق معنى من نسيم صباء
ثم انثنى طلب المدام وحثني ... لجلاء بكر قرقف عذراء
حتى إذا حضرت وباشر أخذها ... فأبيت شربي غاية الايباء
وأقمت عذري أنني ذو حلفة ... أن لست أشربها بطول بقاء
فأقالني مستعذبا لقبوله ... وكذا قبول العذر للكرماء
لا زلت اسقيه وارشف ثغره ... وكفى به سكرا عن الصهباء
وإذا نشقت شذاه أنشدني الهوى ... ارج النسيم سرى من الزوراء
حتى غدت شفتاه إذ هو طافح ... سكرا كعقد عقيقة حمراء
وتوردت وجناته فتخالها ... خمرا بجوف زجاجة بيضاء
عبثت به أيدي الكرى ورايته ... يومي إلى بمقلة نعساء
بادرت في إفراده بمبيته ... فأبى وأقسم غير تحت ردائي