هذا طريق لطيف في الاستطراد من المديح إلى وصف الربيع وغيره. وقد استعمله الكثير من الشعراء المتقدمين. فمنهم أبو سعيد الرستمي (١) فقد قال من قصيدة:
علي أنابيب القناة تتابعت ... تتابع دال المعجمات وذالها
مكارم عبادية صاحبية ... شريفة عم الأولياء وخالها
إليك ابن عباد ابن عباس انثنت ... أعنة شكر الدهر بعد انفتالها
ألم تر انوار الديار تبسمت ... وقابلها عين الحيا بانهمالها
وخيم للنوروز من زهراتها ... عساكر في قيعانها وتلالها
وصال على الأسد المها في عراصها ... وقال مع السيد الطلا في ظلالها
ولولاك ما نامت على الأرض وحشها ... ولا أمنت عصم المها في قلالها
لك افتر ثغر الملك واهتز عطفه ... وجرت بك الدنيا ذيول اختيالها
بقيت مع الدنيا تصون مذالها ... وإرشاد غاويها وسد اختلالها
تباهي بك الأيام عند اختلالها ... وتزهى بك الأعياد عند اقتبالها
(١) مرت ترجمته في ص ٢٣٥ ج ١.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute