أفحمتنا أوصاف علياه بسطا ... فاعتصمنا منه بمختصرات
كرم في شجاعة وعلو ... في خشوع وقدرة في أناة
ويقرب مما نحن فيه قوله أيضا من قصيدة مدح بها فخر الدولة
يا أيها الملك المهدي للندى ... والمجتبى والمنتقى والمتقى
كم من نذور للقواضب في العدا ... فانهض لهن محققا ومصدقا
وأقم حسامك في منابر هامهم ... وذرى مفارقهم خطيبا مفلقا
واملك بقايا هذه الدنيا فقد ... عقدت عليك صافناتك خندقا
واستجل روض الزعفران بمثله ... صرفا كلون الزعفران مصفقا
ناب الخريف عن الربيع بورده ... متفتحا وبمسكه متفتقا
كأسنة ذهبية مسنونة ... ألقت عليها الشمس ريضا ازرقا
وتألقت أوراقه واستعطفت ... ما بين جنبيه الحمام الاورقا
وله من أخرى صاحبية مثلها:
فيا فلك الدنيا بروجك لم تسع ... لهمتك العليا فصلها بأبرج
تملكت بسط الأرض. بالحلم والحجى ... وأنت خليق بالذي نلته حجي
وهذا الربيع الطلق حط سعوده ... بربع زكي معلم ومعرج
ولم يعلم العشاق أن ربيعهم ... ينازعهم في كل احور أبلج
أغار على غر الثغور فحازها ... وركبها في الأقحوان المفلج