للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولقد أظن بان فيكم حالتي ... لا تستقيم وهؤلاء ورائي

قوم يرون به التقرب رتبة ... فيداهنون بتهمة البراء

تالله أن مدحوا وأن ذموا فتى ... فكلاهما في الحالتين مرائي

لا يتقون الله في خزي امرئ ... يلقونه حسدا بكل بلاء

يا ذا ترى حسدي لأي فضيلة ... أف لهم من حسد جهلاء

يا ليت شعري ما ابتنيت ببابكم ... حتى مشوا سعيا بهدم بنائي

ويل لهم يوما انوط بذيلهم ... ويكون للجبار فصل قضاء

فهنالك النهاش يكلح وجهه ... ويبوء بالتنكيل والاخزاء

ولأنت أخبر فيهم من مخبر ... عنهم ولكن لا أفوه بذائي

ولقد أحس بها فؤادي قبل أن ... وقعت فلم يخطئ بها ظنائي

لكنني أن لم أثق بمظنتي ... جهلا فكان الخزي فيه جزائي

وأرى قليلا في ما جوزيته ... مالي أنا ومجالس الوزراء

وقد اعترفت وما أراني مذنبا ... إذ لي بذلك أسوة بسوائي

لكن إذا علت الشقاوة ربها ... فصوابه في الفعل عين خطاء

مثلا يقال إذا البهيمة ما جثت ... عقرت بوقع مشافر الخلطاء

والعفو أجدر للمقر بذنبه ... ولأنت فيه لذو اليد البيضاء

أن لم يكن لي في جنابك حرمة ... أرعى بذاك تقارب الإغراء

أني لكم وبكم ومنكم نسبة ... فيكم إليكم مقصدي ورجائي

ما راعني إلا مقالة حسدي ... أبعدتهم وشفيت منه حشائي

والله ما استغنيت عنكم لا وهل ... جسد بمستغن عن الأعضاء

في الدار قرب والمزار تباعد ... يا حسرتي فأنا القريب النائي

فأسمح ندى وأصفح يدا وأفسح مدى ... وأمنح رضى وأربح جزيل دعائي

<<  <  ج: ص:  >  >>