للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجامع لأنواع النوادر من اللطائف. وهو هدية الأيام والليال، الذي زين جيد الدهر بسوانح الظرائف. وهو مبرز الأدب ومنبع البيان، ومحرز الأدب الشائع بفضله في كل مكان. وهو غيث الفضل الساكب، الذي ملأ النواحي والجوانب. «كما رش ماء القطر ماء شقائق»

أنبت معارف وفطن، وزين معالم ودمن. فهو بحر الفصاحة الذي انفرزت منه الأنهار، وشمس البلاغة المشرق على دمن المعارف في ضحوة النهار. السباق في مضمار الشعر والقريض، المستخرج درر أفكاره من بحر الطويل العريض.

له الشيم الشم التي لا ينالها ... فتى علق الأذيال بالأنجم الزهر

حلى كنف العلم والأدب، وأخذ مجموع محاسن العرب. فهصر أفنان المعاني، وعصر عناقيد الأمن والأماني. فلم يجلس إلا للإفادة ولم يستأنس إلا بالمعالي والسيادة. ولا حسر إلا للكمال ذرعا، ولا حشر إلا للمعالي طبعا. فكم نشيد زينه، وكم قصيد حسنه، وكم شعر روقه، وكم نثر زانه وفوقه. فطبعه زناد أدب يوري كمالا، ويقدح معارف وأفضالا، ففضله كله حكم عطائية، ومنح موانح علية سماوية، تورث كمالا، وتدفع كسلا وملالا.


- ثم أورد له نماذج من شعره لم يذكرها صاحب الروض. وقال عنه انه اخترع متسقات في مدح النبي صلى الله عليه وسلم على حروف الهجاء. الا انه قال: المحبوكات سبقني الناس اليها فجعل اول القصيدة الاولى الالف وآخرها الباء: واول القصيدة الثانية الباء وآخرها التاء أعني القافية، وأول الثالثة التاء وقافيتها الثاء المثلثة وقس على هذا الى آخر حروف الهجاء، وذكر ست مقطوعات نماذج لها.
وترجم له صاحب كتاب العلم السامي ص ٢٧٧ كما ترجم له صاحب كتاب «الحجة فيمن زاد على ابن حجة: ٨٩ والقس صائغ في تاريخ الموصل ٢: ١٧٩ وليس في كل ذلك ما يزيد الى ما ذكرنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>