فأجابني من غير فكر وروية، لكونه في الأدب صاحب الرتبة العلية.
أهدي سلاما وافر الإكرام ... لحضرة الحبر الهمام السامي
البارع الأديب ذي الفضائل ... الكامل الأريب ذي الفواضل
سلالة الفاروق شامخ الرتب ... ذي العنصر الطاهر باهر الحسب
أبي يزيد زائد الأنعام ... حاز العلى وفاز بالإكرام
فكيف لا أثني عليه بالهنا ... وقد حباه لطفه إلا هنا
نسأل خلاق السما الرحمنا ... يمنحه عزا، على، إحسانا
وبعد يا فاضل أهل العصر ... ومفرد الوقت بهذا الدهر
مذ وصلت من حيك الرسالة ... وثبت الافضال في المقالة
وفاح من ذاك الحمى نشر الصبا ... حنت إليه الروح والقلب صبا
وزاد فينا الشوق والإحراق ... يا ليت لم يكن لنا افتراق
فالجسم نحن ثم أنتم روحه ... طالعنا ليل وانتم صبحه
فكيف ذا الطبع السليم المنتخب ... وذلك الوقت الشريف المنتجب
لا زلتم في كنف منيع ... رقيتم أوج العلى الرفيع
ما حن عاشق إلى معشوق ... وما صبا العاني إلى الغبوق
حباكم السعد كذا الإكرام ... مبتدأ كذاك والختام
ويرتجى التشريف للفقير ... من صاحب الفضائل النحرير
ويطلب الصفح عن التقصير ... من نقص نظم بان في التقرير
لكونه جرى مع اليراع ... من غير فكر لا ولا اتساع
من الفقير العبد فتح الله ... الناقص الكل بلا اشتباه