للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة. فحين قرب الشوق من نحوهم ارتفع عن فاعلهم حجاب الاكدار، وانتصب متميزهم مشتغلا به عن الاغيار في الأدوار. فانصرفت عنهم المشتقات والمصادر، وخلوا عن التعليلات فما منهم مفرد إلا وإليه مبادر. فسبحانه من قد ألهمهم بديع بيان حكمته نحوا واضحا، فتفقهوا لقوله فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا. فنطقت ألسنتهم بالتضمين والالتزام، ورجعوا عن مطابقة غيره فرفع عنهم ذلك العرض العام. فاستعارت عقولهم كناية التخييل والترشيح، فكان تبعية لما أريد منهم في مقام التصريح، وفرض عليهم قسم قيام الليل وأرباعا وأثلاثا، فكان لهم ذلك عن الأنبياء والمرسلين ميراثا.

وجعل منهم نقطة خط استواء الفلك الدوار، ومركز دائرة برج الاعتبار في معدل النهار.

وأصلي على نبيك القائل ان من الشعر لحكمة، المرسل لكافة العالمين منحة ورحمة. وعلى آله البررة، وصحابته العشرة. وعلى جميع التابعين، وكذلك العلماء الراسخين.

وبعد فإن الغرض الالزم، والعرض الأحكم، هو تقديم ما يجب علينا من بث التحية السنية، تهدى إلى حضرة المحبوب الصاحب، والمزن الساحب، درر المعان، غرر البيان، حبر المحققين، بحر المدققين، ذي الوفاء والسخاء، والموانح والعطاء الموصوف باللسان، المعروف بالجنان، أبي يزيد، الذي يفوق على كل فصيح ويزيد، سلمه الله من كل طارق. ما در بارق، وذر شارق.

<<  <  ج: ص:  >  >>