للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحواشي الكمال من قلم الريح ... ان في خدك الجني مشعر

بأبي أهيف لقد نام عني ... ولجفني القريح أسهى وأسهر

بخدود إذا نظرت إليها ... رجع الطرف خاسئا يتحسر

صبروا القلب ثم قالوا تسلى ... يا لعمري أنا القتيل المصبر

يا نديمي فقم بنا لرياض ... فيها ذيل النسيم أمسى مجرر

منبر البان كللته الغوادي ... وخطيب الحمام أملى وكرر

وخرير المياه يعطي سرورا ... حيثما في الرياض يغدو مكسر

فضة في الضحى يلوح ولكن ... قد كساه الأصيل ثوبا مدنر

وإذا ما الظلام جن عليه ... خلت فيه النجوم درا تنثر

لا تقل خده تورد عجبا ... بشعاع الذكاء أزهى وأزهر

مد من فوقه النسيم شباكا ... ولذا في الهموم أمسى مظفر

ليت لو يشعر الأديب بعيشي ... قد صفالي من بعد ما قد تكدر

كيف لم نشكر الزمان بفعل ... وبمثل الخليل للنظم أمر

ونعم ذنب ذا الزمان عظيم ... وبهذا الصنيع فالذنب يغفر

فكره مقذف عقود لآل ... من بحار القريض درا وجوهر

شابهت قطعة الرياض طروس ... في يديه والشيء بالشيء يذكر

وإذا طاول القنا ليراع ... منه في الطرس بالمضاء تقصر

وإذا خط بالمهارق سطرا ... فهو أجلى من الصباح وأسفر

ولقد أحرز الكمال بسبق ... في ذكاء وفطنة ليس تنكر

ولئن كان قد تقدم عطرا ... غيره عن كماله قد تأخر

فأجابه الشيخ محمد المذكور بقوله:

جاء خد اللجين يحمل عنبر ... أم كتاب وبالسطور تعذر

<<  <  ج: ص:  >  >>