للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يحن إليكم في كل حين ... ويذكر فضلكم في كل مغنى

يود بأن يطير إلى حماكم ... ولولا المزعجات لما تأنى

فما أحلى وما أبهى زمانا ... يضم لمثلكم سهلا وحزنا

فسل بالله عنا كل غاد ... وباد يا خليلي حيث كنا

إلى غير الأحبة هل فؤادي ... تشوق في الملا وصبا وحنا

فإني في البعاد وكل حال ... بود لا يلائم قط وهنا

فإنك قد عددت بنا قديما ... وحزت مكارما وحسبت منا

ومما يسوغ ذكره في باب المراسلات أيضا ما أرسلته في أثناء تحريري هذا المقام إلى الأديب الكامل الشيخ محمد الغلامي (١)، أحد الفحول من هؤلاء الرجال. وهو:

صحف الوجد رشحتها الرسائل ... إذ علت هامة اليراع الأنامل

غردت لي حمامة النظم حتى ... ذكرتني بالنوح صوت البلابل

هيجت لي بذا الشجون فنونا ... فزهت روضة العلى والفضائل

سجعت بانة القريض اشتياقا ... أوقفت عند سجعها كل كامل

أزهرت أنجم المعارف منها ... في سماء العلى فكانت مشاعل

قلت ذاك القريض لما تبدى ... شمس حسن سناؤها غير زائل

درر اللفظ من بحور المعاني ... رصفت للورى فنون المخائل

غير أني حسبته نظم فرد ... مفرد في الورى بحسن الشمائل

واحد الشعر والقريض أديب ... كامل في قريضه سحر بابل

هو مولى به المعارف أضحت ... تزدري في البها بحسن الخمائل

فقت كل الورى بكل كمال ... أنت بحر وما سواك سواحل


(١) ترجم له المؤلف في ص ٤٣٠ ج ١

<<  <  ج: ص:  >  >>