للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ظللته غمامة من هجير ... لم ير ظله بكل النواحي

هذا البيت ينظر معناه إلى قول صاحب الهمزية:

شمس فضل تحقق الظن فيه ... أنه الشمس رفعة والضياء

فإذا ما ضحى محا نوره الظل ... وقد أثبت الظلال الضحاء

فكأن الغمامة استودعته ... مذ أظلت من ظله الرقعاء

الرقعاء: مد الأرض وظلها. والمعنى أن الغمام إنما أظله لأنه لا يمس ظله الأرض، فلذا أخذه وديعة عنده، ليصونه عن سر التراب. وهو معنى بديع.

وقوله: مذ أظلت الخ فيه معنيان: أحدهما مذ مس ظله التراب والآخر مذ صارت الأرض كلها في حمايته لأنه ظل الله.

وفي معناه قول الشهاب الخفاجي (١):

ماجر كظل أحمد أذيال ... في الأرض كرامة له قد قالوا

هذا عجب وما به من عجب ... والناس بظله جميعا قالوا

وفي الثانية المنسوبة للسبكي (٢) في نظم معجزاته صلى الله عليه وسلم.

لقد نزه الرحمن ظلك أن يسرى ... على الأرض ملقى فانطوى لمزية

وأثر في الأحجار مشيك ثم لم ... يؤثر في رمل ببطحاء، مكة


(١) هو شهاب الدين الخفاجي القاضي المتوفي سنة ١٠٦٩ وقد مرت ترجمته في ص ١٢٥
(٢) هو الشيخ علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام السبكي الانصاري الخزرجي، ابو الحسن، تقي الدين شيخ الاسلام في عصره واحد الحفاظ المناظرين. وهو والد تاج الدين السبكي عبد الوهاب ابن علي صاحب الطبقات. ولد في مسبك من اعمال المنوفية بمصر سنة ثلاث وثمانين وستمائة وانتقل الى القاهرة ثم الى الشام. وولي قضاء الشام. واعتل فعاد الى القاهرة فتوفي فيها سنة ست وخمسين وسبعمائة. وله كتب كثيرة بعضها مطبوع.
طبقات الشافعية ٦: ١٤٦ وخطط مبارك ١٢: ٧ والدرر الكامنة ٣: ٦٣ وحسن المحاضرة ١: ١٧٧ وغاية النهاية ١: ٥٥١ وبروكلمان ٢: ١٠٦ وتكملته ٢: ١٠٢ والاعلام ٥: ١١٦ وفيه مصادر أخرى، ومعجم المطبوعات العربية ١٠٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>