ويخطب من فوق الثريا بفخره ... فلا تعجبوا أن الخطيب خطير
مهذب غواشي المعارف بسواغ افكاره، ومذهب حواشي اللطائف بموانح أنضاره وكيف لا وهو واحد الأدب نظما ونثرا، وبدر معارف الكمالات قطراً قطرا. بحر علم التنزيل والفرقان، الذائع الفضل بكل مكانة ومكان.
تذيع به الأقطار شرقا ومغربا ... ويجري به فضلا جنوب وشمال
صور كل غريب من الأدب وغريبه، ونقش على جدران الكمالات كل عجيب وعجيبه فكان رحمه الله طود علم وأدب.
ينسلون إليه من كل حدب.
له نظم سهل المأخذ والسبك، مهذب الألفاظ لم يحتج إلى كشط ولاحك. وقد أوردت منه حصة، تغنيك سماعها عن كل قصة. وهو أعبق من الطيب، وانضر من الغصن الرطيب. فمن ذلك قوله في المديح:
لما تطاول إجلالا وإعظاما ... بدر الملاح كساه العز إفخاما
أغر في وجهه للناس لاح هدى ... قد طاب منبته جودا وإنعاما
نمام طلعته مذ فاح نم به ... كباء مسك ولكن ليس نماما
من خير قوم على المعروف قد طبعوا ... بالخير قد عرفوا جودا وإكراما
فالمجد مندرج فيهم ومندمج ... لكنه بأمين الخير قد قاما
من آل عبد الجليل الشامخين على ... الباذلين الندى الماضين أحكاما