وجررن أذيال المسرة والهنا ... غر ميامين بغير صباح
يحملن ألوية السعود كأنها ... قد طرزت بمنائح الفتاح
وكأنما زهر الرياض تبسمت ... عن أبيض يقق وزهر أقاح
وتخضبت وجنات ورد هضابها ... فتخالهن شقائق التفاح
وأتى البشير يوصل يعقوب الهوى ... بعزيز مصر وهيكل الأشباح
وتفتقت ريح الصبا بمعنبر ... ملأ البطاح بنشره الفياح
لقدوم مولانا الوزير المنتقى ... والمفتدى بنفائس الأرواح
قمر متى ظل المشوق بفرعه ... يهدى بعزة وجهه الوضاح
أضحت به الحدباء دلا تنجلي ... بصباحة تغني عن المصباح
بلد متى محنت تدرع قومها ... في انفس للحتف غير شماح
أمسى الحسين أبو الأمين خفيرها ... حامي الثغور بحزبه النفاح
مفنى اللئام بحب دين محمد ... ماضي حسام الدولة السفاح
أكرم به وأبيه بل وبجده ... وبمجده وبجوده السباح
وهاب كل جليلة يوم الندى ... فياض سيب مكارم وسماح
هتاك رايات البغاة بعزمه ... بصفائح بيض وسمر رماح
يلقى الكتبية حاسرا مبتسما ... فكأنه جيش بيوم كفاح
في كل فتاك هزبر ضيغم ... ليث الهياج مجلجل جمجاح
مالت ثمالا في متون صوائن ... فكأنها سقيت كئوس الراح
ويريك منه مقنعا وممنعا ... يحمى الوطيس بزنده القداح
ويريك منه كل أروع عابس ... من فوق اجرد سابح طماح
يروي الصدى بعذب منطق لفظه ... فكأنما في الثغر ماء قراح