للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المسجدة في هذا الصدد قد دعت الحاجة إلى بذل مزيد من الجهود وإعمال الفكر لاستنباط الأحكام الشرعية مستمدة من الكتاب والسنة، فلعبت عائشة (ض) دورا رائدا وملموسا في هذا المجال، ولم تأل جهدا في إثبات حقوق المرأة المسلمة.

ومن صور تقسيم الميراث: ((إذا خلف الميت ابنتين وابنة ابن وابن ابن فكيف يقسم المال بينهم؟ كانت عائشة (ض) تشرك بين ابنتين وابنة ابن وابن ابن، فتعطي الابنتين الثلثين وما بقي فتشركهم، وكان عبد الله بن مسعود (ض) لا يشرك، يعطي الذكور دون الإناث)) (١).

١٠ - كان النساء يقدمن إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للاستفسار عن المسائل بعضها يكون من القضايا الدقيقة قد يصعب شرحها على عامة النساء، وكان - صلى الله عليه وسلم - يمنعه الحياء عن التفصيل في سائر الجزئيات، فكانت عائشة (ض) هي التي تعين أخواتها على فهم هذه المسائل، وتجذبها إليها ثم تعلمها (٢). وكان العرب يفتخرون بإطالة الذيول، وجر الثوب خيلاء، فنهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك وقال: ((من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة)) (٣) فقالت عائشة (ض): ((فكيف يصنع النساء بذيولهن؟ قال: يرخين شبرا، فقالت: إذا تنكشف أقدامهن؟ قال: فيرخيته ذراعا، لا يزدن عليه)) (٤).


(١) سنن الدارمي كتاب الفرائض برقم ٢٨٩٣.
(٢) أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن عائشة (ض) أن امرأة سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الحيض كيف تغتسل منه، قال: تأخذين فرصة ممسكة ... قالت عائشة: ((فعرفت الذي يريد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجذبتها إلي فعلمتها)).
(صحيح البخاري كتاب الحيض برقم ٣١٥، وكتاب الاعتصام بالكتاب والسنة برقم ٧٣٥٧، وسنن النسائي كتاب الغسل والتيمم برقم ٤٢٧).
(٣) صحيح البخاري كتاب المناقب رقم ٣٦٦٥، وكتاب اللباس برقم ٥٧٨٣ و ٥٧٨٤، ومسلم في صحيحه باب تحريم جر الثوب خيلاء رقم ٢٠٨٥.
(٤) أخرجه الإمام الترمذي باب ما جاء في جر ذيول النساء برقم ١٧٣١، وفيه أن أم سلمة هي التي سألت وليست عائشة (ض)، وقد ورد في الروايات الأخرى أن عائشة هي التي سألت، ويمكن التطبيق بالجمع، كما أورده الهيثمي في موارد الظمآن =

<<  <   >  >>