عجبْتُ لمن يؤمنُ بالقَدَرِ كيف يَحزن؟
وعَجِبْتُ لمن يُؤْمِنُ بالرزقِ كيفَ يَتْعَب؟
وعجبتُ لمن يؤمنُ بالحسابِ كيف يَغْفَل؟
وعجبتُ لمنْ يؤمنُ بالموتِ كيفَ يَفْرَح؟
وعجبتُ لمن يعرفُ الدنيا وتقلّبَها بأَهلها كيفَ يطمئنّ إِليها؟!..
لا إِله إلاّ الله، محمدٌ رسولُ الله ... ".
ويأْبى الفادي المفترِي إِلّا أَنْ يَتَلاعَبَ بالنَّصِّ الذي ينقُلُه عن البيضاوي،
لأَنه لا يمكنُ أَنْ يكونَ أَميناً في النقل! فعبارةُ البيضاويِّ السابقة صارَتْ عند
المفتري هكذا: " والجدارُ لغلامَيْن يتيمَيْن، بَناه حَتّى متى كَبُرا يَجِدان تحتَ
الجدارِ كنزاً من الذهب، مكتوب عليه بعضُ الحِكَم، ومنها: لا إِلهَ إِلّا الله،
محمدٌ رسولُ الله! وكان ذلك في أَيامِ إِسكندر ذي القرنين! ".
فأَضافَ المفترِي على كلامِ البيضاويّ جملة: " وكان ذلكَ في أَيامِ
إِسكندر ذي القرنين " وذلك بهدفِ تكذيبِ قصةِ الخضر مع موسى، واعتبارِها من أَخطاءِ القرآنِ التاريخية!.
ونحنُ لَسْنا مع ما نَقَلَه البيضاويُّ من خلافٍ في اسْمِ الخضر: بليا، أَو
إِليسع، أَو إِلْياس! لأَنه لا داعيَ لذلك؟
فالرسولُ - صلى الله عليه وسلم - سَمّاه الخضر، ويَكفي
ذلك، وما ذَكَرَهُ البيضاويُّ من خلافٍ في اسْمِه منقولٌ عن الإِسرائيليات!.
وهذا مَعناهُ أَننا لا نوافقُ الفادي على أَنَّ الخضرَ هو النبيُّ إِيليا، الذي
كان في فِلسطينَ في القرن التاسع قبلَ الميلاد! ونَرى أَنه هو الخضر، والراجحُ
أَنه نَبي، وتَفاصيلُ حياتهِ ونُبوتِه ودعوتِه من مبهماتِ القرآن، التي ليس عندنا
دليل على بيانِها!.
ولما تكلمَ البيضاويُّ عن كنزِ الغلامَيْن اليتيمَيْن كان رأْيُه أَنه كنزٌ حقيقيّ
من ذهبٍ وفضةٍ.
ولما ذَكَرَ أَقوالاً أخرى في الكنزِ ذَكَرَها بالصيغةِ التمريضيةِ التضعيفيةِ:
" قيل " فقال: " وقيلَ: مِن كتب العلم.
وقيل: كان لوحاً من ذهبٍ مكتوب فيه