بعض الحِكَم ...
" وذَكَرَ خمساً من الحكم، وخَتَمَها بالشهادتَيْن: لا إِلهَ إِلّا الله،
محمدٌ رسولُ الله.
وهذه الصيغةُ التمريضيةُ تدلُّ على أَنَّ البيضاويَّ لا يَعتمدُ ما بَعْدَها،
وإنما يَكتفي بإِيرادِها من بابِ الذِّكْرِ فقط.
وكنَّا نتمنى على البيضاوي لو لم يورِدْ ذلك، حتى لا يَأتِيَ رجلٌ مغرضٌ
مثلُ الفادي المفترِي، ويجعله حُجَّةً على البيضاويِّ وعلى القرآن!.
والراجحُ أَنَّ كنْزَ الغلامَيْن اليتيمَيْن كان كَنْزاً حقيقيّاً ماليّاً، ولم يكنْ كَنْزاً
من كتب العلم، ولا من دُرَرِ الحِكَم، مكتوبةٍ بلغةٍ عربيةٍ سليمة، ومبادئَ
إِسلامية لم تُعْرَفْ إِلّا بَعْدَ الإِسلام، مختومةٍ بالشهادتين!.
إِنَّ هذه مزاعمُ نَرُدّها، وأقوالٌ نرفُضُها، ولا تُلْزِمُنا حتى لو كانَتْ عند
تفسيرِ البيضاوي، ولا يَجوزُ لأَحَدٍ أَنْ يَجعلَها حُجَّةً على القرآن، لأنها لم تَثْبُتْ بحديثٍ صحيحٍ مرفوع!.
والزعْمُ بأَنّ بناءَ الخضرِ للجدارِ كان في زمنِ الإِسكندرِ المقدوني من
مزاعمِ الفادي وافتراءاتِه وأَكاذيبه، ليتوَصَّل بها إِلى تكذيبِ القرآنِ وتخطئته.
وبهذا نعرفُ بطلانَ الأَسئلةِ والاعتراضاتِ التي أَثارَها المفترِي على
القرآن في حديثه عن قصة الخضر: " ونَحنُ نَسْأَلُ: أَيْنَ موسى الذي عاشَ في
مصر سنة [١٥٠٠ ق. م] ، من إِيليا الذي عاشَ في فلسطين سنة ٩٠٠ ق.
م،، من إسكندرَ الأَكبر الذي عاش في اليونانِ سنة ٣٣٢ ق. م،! أَيْنَ هؤلاء من الشَهادَةِ لمحمدٍ الذي ظهرَ - في بلادِ العربِ في القرنِ السابع بعد الميلاد؟ ! فبينَ موسى وإِيليا ٦٠٠ سنة،! وبينَ إِسكندر وموسى ١٢٠٠ سنة،! وبين موسى وظهورِ محمدٍ ٢٢٠٠ سنة،! فكيف يتسنّى لهؤلاءِ الذين نشؤوا في ممالك مختلفة، وفي قرونٍ متباعدة، أَنْ يَجْتَمِعوا في زمنٍ واحدٍ وفي صعيدٍ واحد؟! ".