للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويُحيي الموتى بإِذْنِ الله ...

فخالَفوه وكَذَّبوه، وسَعَوْا في أَذاهُ بكُل ما أَمْكَنَهم، حتى جعلَ نبيُّ اللهِ عيسى - عليه السلام - لا يُساكنُهم في بلدة، بل يُكثرُ السياحةَ هو وأُمُّه ...

ثم لم يُقْنِعْهم ذلك حتى سَعَوا إِلى ملكِ دمشق في ذلك الزمان - وكانَ

رَجُلاً مشركاً من عبدةِ الكواكب، وكانَ يُقالُ لأهْلِ مِلَّتِه: اليونان - وأَنْهَوْا إِليه أَنَّ في بيتِ المقدسِ رجلاً يَفتنُ الناسَ ويُضلُّهم، ويُفسِدُ على الملكِ رعاياه.. فغضبَ الملكُ من هذا، وكتبَ إِلى نائبِه بالقُدْس، أَنْ يَحتاطَ على هذا

المذكور، وأَنْ يَصْلُبَه، ويَضَعَ الشوكَ على رأْسِه، ويكفَّ أَذاهُ عن الناس..

فلما وَصَلَ الكتابُ امتثلَ والي القدس ذلك.

وذهبَ هو وطائفة من اليهودِ إِلى البيتِ الذي فيه عيسى - عليه السلام -، وهو في جماعةٍ من أَصحابِه، اثْنَيْ عشر رجلاً.

فلما أَحَسَّ عيسى بهم، وأَنه لا مَحالةَ من دخولِهم عليه، أَو خروجِه

إِليهم، قالَ لأَصحابِه: أَيكم يُلْقى عليه شَبَهي، وهو رفيقي في الجنة؟.

فانتدبَ لذلك شابٌّ منهم، فكأَنه استصغَرَه، فأَعادَها ثانيةً وثالثة، وكُلّ

ذلك لا يَنْتِدبُ إِلّا ذلك الشّابّ ...

فقالَ له عيسى: أَنتَ هوإ! وأَلقى اللهُ شَبَهَ عيسى عليه، فكأَنَّه هوإ!.

وفُتِحَتْ " رُوزَنَة " من سَقْفِ البيتِ، وأَخَذَتْ عيسى - عليه السلام - سِنَة من النوم، فرُفعَ إِلى السماءِ وهو كذلك ...

فلما رُفعَ عيسى من سَقْفِ البيت، خَرَجَ أُولئك النفرُ من البيت.

فلما رأى اليهودُ والجنودُ ذلك الشابَّ ظَنّوه عيسى، فأَخَذوهُ فى الليل

وصَلَبوه، وَوَضَعوا الشوكَ على رأْسهِ..

وأَظهرَ اليهودُ أَنهم سَعَوْا في صَلْبِه، وتَبَجَّحوا بذلك..

وسَلَّمَ لهم طوائفُ من النصارى ذلك؟

لجهْلِهِم وقلةِ عَقْلِهم..

ما عدا مَنْ كانَ في البيتِ مع المسيح، فإِنهم شاهَدوا رَفْعَه..

وأَما الباقونَ فإِنهم ظَنُّوا كما ظَنَّ اليهودُ أَنَّ المصلوبَ هو المسيحُ ابنُ مريم ...

حتى ذَكَروا أَنَّ مريمَ جَلَسَتْ تحتَ ذلك المصلوبِ وبَكَتْ.

<<  <  ج: ص:  >  >>