وأَعادَ الفادي المفترِي اعتراضَ السابقين، واعْتَبَرَه مَطْعَناً يوجَّهُ ضِدَّ
القرآن، ودَليلاً على أَنه ليسَ من عندِ الله.
وجعلَ اعتراضَه تحتَ عنوان: " الكلامُ المفَكَّك ".
أَيْ أَنَّ القرآنَ كلامٌ مُفَكَّك مُتقطع متفرِّق، لا يَجمعُه نظام أَو تناسُق، فهو
مُتَعارِض مُتَناقِض مع نفسِه، فما قالَه قبلَ عَشْرِ سنوات يُخالِفُه الآن، وما أَخبرَ عنه في الماضي يَتَراجَعُ عنه في الحاضر، وما أَباحَه سابقاً يتراجَع عنه لاحِقاً.
وهذا التعارضُ والاختلافُ دَليل على أَنه ليسَ من عندِ الله!!.
أَوردَ المفترِي قوله تعالى: (وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا (١٠٦) .
تُشيرُ الآيةُ إِلى حقيقةِ إِنزالِ القرآنِ مُفَرَّقاً منجماً، على حسبِ الحوادثِ والأَسباب، وتُبينُ الحكمةَ من هذا الإِنزال، وهي أَنْ يقرَأَهُ
الرسولُ - صلى الله عليه وسلم - على الناسِ على مُكْثٍ وتَمَهُّل.
ثم ذَكَرَ المفترِي تَفسيرَ البيضاوي للآيَة، وتَلاعَبَ في كلامِه كعادتِه،
وقَدَّمَ وأَخَّرَ وحَذَفَ.
وأَوردَ قولَه تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا (٣٢) .
تَذْكُرُ الآيةُ اعتراضَ الكفارِ على إِنزالِ القرآنِ مُنَجَّماً، وتَرُدُّ عليهم بالإِشارةِ إِلى حكمةِ ذلك التنزيل.
ثم ذَكَرَ المفترِي تفسيرَ البيضاوي للآية، الذي سَجَّلَ فيه لسِتَّ حِكَم تبدو
من ذلك، وقَدَّمَ وأَخَّرَ في ما ينقلُه كعادتِه.
ثم سَجَّلَ اعتراضَه الفاجرَ بقوله: " ونحنُ نسأل: كيفَ يكونُ القرآنُ
وحياً، وهو متقطِّغ مُفَرَّق، يأتي بعضُه في وَقْتٍ، ويتأخَّرُ بعضُهِ إِلى وقتٍ آخَر؟
لقد كانَ محمدٌ يَرتبكُ عندما كان العربُ أَو اليهودُ أَو النَّصارى يسأَلونَه،