للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد ذَكَرَ العلماءُ حِكماً عديدةً من إِنزالِ القرآنِ مُنَجَّماً مُفَرَّقاً، نَكتفي

بالإِشارةِ إِلى الحِكَمِ التي ذَكَرَها البيضاوي، ونَقَلَها عنه المفترِي رافضاً

لها:

١ - المساعَدَةُ على حِفْظِ الرسولِ - صلى الله عليه وسلم - للآيات، لأَنه أُمِّىّ، فلو أُنزلَ عليه جملةً واحدة لَخُشِيَ أَنْ لا يَحْفَظَه.

٢ - نُزولُه مُنَجَّماً بحسبِ الحوادثِ يساعِدُ على حُسْنِ فَهْمِ المؤمنين للآياتِ

وتدبُّرِها.

٣ - استمرارُ تَحَدّي الكفار، ومطالبتهِم بالإِتيانِ بمثله، واستمرارُ إِظهارِ

عجْزِهم، وهذا يُؤَكِّدُ حقيقةَ كونِ القرآنِ من عندِ الله.

٤ - تَثبيتُ فؤادِ الرسولِ - صلى الله عليه وسلم - وقلوبِ المؤمنين على الحق، في كُلّ دفعةٍ جديدةٍ من الآيات.

٥ - تربيةُ المسلمين، فعندما تقع الحادثةُ تَنزلُ آياتٌ جديدةٌ تُعالجُها، وهذا ما

ثَبَتَ في علْمِ " أَسباب النزولِ "، الذي هو من أَهَمِّ عُلومِ القرآن.

٦ - معرفةُ الحكمِ المتأَخِّرِ الناسخِ للحُكْمِ المنسوخِ المتَقَدّم.

والفادي غَبِيّ جاهِلٌ، لا يَعرفُ هذه الحِكَمَ من إِنزالِ القرآنِ مُنَجَّماً، ولذلك اعتبرَهُ كَلاماً مُفَكَّكاً.

عِلْماً أَنَّ القرآنَ كُلَّه وحدةٌ موضوعيةٌ واحدة، تَقومُ على التناسقِ

والتناسبِ والترابط، فرغْمَ أَنَّ نُزولَه استمرَّ ثلاثةً وعشرين عاماً، إِلّا أَنّه

مُتَكامِلٌ مُتَرابط، لا تَرى فيه تَفَكُّكاً أَو انفِصالاً أَو اختِلافاً أَو اضطِراباً، وأَكَّدَ هذه الحقيقةَ قول اللهِ - عز وجل -: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (٨٢) .

ويَبدو التناسقُ والترابطُ في الوحداتِ التالية: كلماتُ الجملةِ القرآنية،

<<  <  ج: ص:  >  >>