يَقولُ الفادي معتَمداً على الكتاب المقَدَّس: المرأةُ التي نَذَرَتْ ما في
بطنها هي " حَنَّةُ " أُمُّ صموئيل..
وهذا كلامٌ نتوقَّفُ نحنُ فيه، فلا نَنْفيه ولا نُثبتُه، واللهُ أَعلمُ بصحَّتِه..
وقد أَخْبَرَنا اللهُ أَنَّ المرأةَ التي نَذَرَتْ للهِ ما في بطنِها هي امرأةُ عمران.
قال تعالى: (إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٣٥) فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (٣٦) .
لم يذكر القرآنُ اسمَ امرأةِ عمران، كما أَنه لم يَرِدْ ذكْرٌ لها في الحديثِ
الصحيحِ عن رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، وهو من " مُبهماتِ القرآن " التي لا نُحاولُ بَيانَها، ونقول: اللهُ أَعلمُ باسْمِها.
كانت امرأةُ عمرانَ صالحةً عابدةً لله، ولما كانَتْ حامِلاً نَذَرَتْ ما في
بطنِها خالِصاً لله، ولا نعرفُ مُلابساتِ هذا النَّذْر، وكأَنها كانتْ تَتَمَنّى لو كانَ ما في بطنِها ذَكَراً، ولما وَضَعَتْ حَمْلَها كانت أُنثى، فاستمرَّتْ على نَذْرِها، وجعلت المولودةَ الأُنثى لله، وسَمَّتْها مريم، ودَعَت اللهَ أَنْ يَحفظَها ويَرْعاها.
فمريمُ هي ابنةُ عمران بنصِّ القرآنِ.
قال تعالى: (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا) .
ونفى القسيسُ الفادي ما وردَ في القرآن، فمريمُ عِنْدَه هي " مريمُ بنةُ
عمرام "، بالميم وليس بالنّون، ولها أَخ اسْمُه هارون، واسْمُ أُمِّها يوكابد..
وهذا كلامٌ نتوقفُ نحن فيه، كلُّ ما نقولُه: مريمُ التي نعرفُها هي مريمُ بنةُ
عمران، ولا نعرفُ اسْمَ أُمِّها التي نَذَرَتْها لله، ولها شقيق اسْمُه هارون.
ويَرى الفادي أَنَّ زكريّا من سَبْطِ لاوي، ومريمَ من سَبْطِ يهوذا، فلا قرابةَ
ولا صلةَ بينَها وبينَه، فكيفُ يكفَلُها؟ !.
وهذا كلامٌ نتوقَّفُ فيه، فلا نَعرفُ السَّبْطَ الذي يَنتسبُ له النبيُّ زكريّا - عليه السلام -، ولا الذي تنتسبُ له مريمُ - عليها السلام -، لعدمِ ذكْرِه في مصادِرِنا الإِسلاميةِ الصحيحة.