للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمراد كل ركعة بدليل الركوع والسجود وغيرهما، وأيضًا ففي البخاري: "صلوا كما رأيتموني أصلي" (١)، وفي مسلم: "كان يقرأ الفاتحة في كل ركعة" (٢).

قوله: ثم كيف يقول أيتحمل الإمام الفاتحة عن المسبوق أم لا تجب عليه أصلًا؟ فيه مأخذان للأصحاب. انتهى.

فيه أمران:

أحدهما: أن الصحيح من هذا الخلاف هو الأول، كذا صححه النووي في "زيادات الروضة" و"شرح المهذب" وزاد فيه: إن الأكثرين قطعوا به.

ثانيهما: أن فائدة الخلاف -كما أشار إليه ابن الرفعة- فيما لو أدركه محدثًا أو في ركعة خامسة، فإن قلنا بالأول، لم يحتسب له، لأن إمامه ليس أهلًا للتحمل، وإلا حسب، والصحيح عدم الحسبان، كما هو مقتضى البناء.

قوله: التسمية آية من الفاتحة، لما روي أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قرأ الفاتحة فقرأ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (٣)، وعدها آية منها.

وروي أنه قال: "إذا قرأتم فاتحة الكتاب فاقرأوا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فإنها أم القرآن والسبع المثاني" (٤)، وإن بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


(١) أخرجه البخاري (٦٠٥).
(٢) تقدم.
(٣) أخرجه النسائي (٩٠٥) وابن حبان (٤٩٩) والدارقطني (١/ ٣٠٥) والبيهقي في "الكبرى" (٢٢٢٣) والطحاوي في "شرح المعاني" (١٠٨٦) وابن الجارود في "المنتقي" (١٨٤) من حديث نعيم المجمر عن أبي هريرة.
قال الدارقطني: هذا صحيح، ورجاله كلهم ثقات.
(٤) أخرجه الدارقطني (١/ ٣١٢) والبيهقي في "الكبرى" (٢٢١٩) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - بسند صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>