وحكاه أيضًا في "المنهاج" وجهين هنا، وفي كتاب الجنائز.
قوله: وأما أكمل التشهد فاختار الشافعي ما رواه ابن عباس، وهو:"التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله، سلام عليك أيها النبي، ورحمة الله وبركاته، سلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله"(١) هكذا رواه الشافعي، وروى غيره:"السلام عليك السلام علينا" بإثبات "ال" فيهما وهما صحيحان، ولا فرق، وحكى في "النهاية" عن بعضهم أن الأفضل إثبات الألف واللام. انتهى.
وما ذكره من أن إثبات "ال" وحذفها هل هما سيان أم لا؟ قد حذفه من "الروضة" ثم ذكره من "زوائده" فقال: إثبات "ال" أكثر في روايات الحديث، وفي كلام الشافعي، واتفق أصحابنا على جواز الأمرين هنا. هذا كلامه.
وحكى الإمام وجهًا آخر أن الأفضل إثباتها مع السلام الثاني دون الأول.
وحديث ابن عباس المذكور رواه مسلم.
قوله: فالمنقول عن نص الشافعي، وهو الذي رواه العراقيون، والروياني أنَّ أقل التشهد:"التحيات لله سلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، سلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله" ورواه صاحب التهذيب؛ "وأشهد أن محمدًا رسوله".
وأسقط الصيدلاني لفظه:"وبركاته"، ثم قال ما نصه: فإذا حصل
(١) أخرجه مسلم (٤٠٣) وأبو داود (٩٧٤) والترمذي (٢٩٠) والنسائي (١١٧٤) وابن ماجه (٩٠٠) وأحمد (٢٦٦٥) وابن خزيمة (٧٠٥) وابن حبان (٩٥٢) والشافعي (١٧٠) والدارقطني (١/ ٣٥٠) والطبراني في "الكبير" (١٠٩٩٦) وغيرهم من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-.