للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وغيره: آيات الأحكام خمسمائة آية، وقال بعضهم: مائة وخمسون آية " (١) وقال صديق حسن خان: " فهذه الآيات التي يحتاج إلى معرفتها راغب في معرفة الأحكام الشرعية القرآنية، وقد قيل: إنها خمسمائة آية، وما صح ذلك، وإنما هي مائتا آية، أو قريب من ذلك، وإن عدلنا عنه، وجعلنا الآية: كل جملة مفيدة يصح أن تسمى كلاما في عرف النحاة، كانت أكثر من خمسمائة آية، وهذا القرآن من شك فيه؛ فليعد" (٢).

وأيّا يَكُن العَدُّ، فلا يُفهم من هذا، أن أحدا من الأئمة الأعلام، الذين تكلموا عن هذه الآيات، حصروا الآيات القرآنية التي تستنبط منها الأحكام الشرعية، في هذا العدد أو ذاك، إذ القرآن الكريم كله كتاب هداية وبيان، وحِكَم، وأحكام، لا تنقضي عجائبه، ولا تنحصر آياته، ولا تشبع منه العلماء، وإنما مرادهم ـ في الغالب ـ: جمع الآيات التي اعتنى بها الفقهاء في مؤلفاتهم الفقهية، وكثر البحث فيها، والنظر في دلالاتها، واشتهر الاستدلال بها على مسائل الحلال والحرام، كما هو الشأن في أحاديث الأحكام، التي انتقاها مصنفوها، من بين أحاديث المصطفى، وسننه عليه الصلاة والسلام، قال الزركشي: " ثم قيل: إن آيات الأحكام خمسمائة آية، وهذا ذكره الغزالي وغيره، وتبعهم الرازي، ولعل مرادهم: المصرح به، فإن آيات القصص والأمثال وغيرها، يستنبط منها كثير" (٣) وفي هذا المعنى قال عز الدين بن عبد السلام فيما نقله السيوطي: " معظم آيّ القرآن لا يخلو عن أحكام مشتملة على آداب حسنة، وأخلاق جميلة، ثم من الآيات ما صرح فيه بالأحكام، ومنها ما يؤخذ بطريق الاستنباط".


(١) الإتقان في علوم القرآن (٢/ ١٠٣٧).
(٢) نيل المرام من تفسير آيات الأحكام (١/ ٤٧).
(٣) البرهان في علوم القرآن (٢/ ١٣٠).

<<  <   >  >>