للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بل إن المؤلف فصل في بعض فرق الخوارج، وكان من رأيه: أنهم داخلون في قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ} (١) وإن لم يكن ابتداء فبالمعنى، قال رحمه الله: " والأقوى: أن يكونوا أهل الكتاب، والمجتهدون منهم؛ لأنه قيل في إثر الكلام: {أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ} (٢) ولا ندفع أن يدخل الخوارج من الصُفْرية، والإباضية، والأزارقة، والحرورية، والرافضة في معانيهم؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - سماهم كلاب النار" (٣).

كما أورد المؤلف أشهر الملل المخالفة للإسلام، فذكر اليهود، والنصارى وأشهر فرقهم (٤)، والمجوس، والصابئة، والمشركين، غير أن هذا الإيراد لم يَعْدُ مجرد الذكر، دون خوض في مقالاتهم، إلا أنه نبه على مسألة اختلف فيها أهل العلم، وكان من رأيه فيها أنهم وإن اجتمعوا في مسمى الكفر، فلكل منهم مذهب في كفره، يقول: " وإن كان الكفر كله عندنا ملة واحدة، كلهم كافر، فكفرهم يفترق على ضروب: فالنصارى جنس وهم كفرة ومن تولاهم, ... وكذلك اليهود، وكذلك المجوس، والصابئون كلهم كافر, وكل له مذهب في كفره " (٥).

[* مذهبه الفقهي.]

لم تختلف كتب التراجم التي ترجمت لأبي الفضل القشيري، سواء منها العام، أو تلك الخاصة بتراجم فقهاء المذاهب، لم تختلف جميعا في أمرين:


(١) سورة الكهف (١٠٥).
(٢) سورة الكهف (١٠٥).
(٣) ينظر من هذه الرسالة: ص ١٠١.
(٤) ذكر ذلك عند قوله تعالى: {فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ}.
(٥) ينظر من هذه الرسالة (١/ ١٧).

<<  <   >  >>