للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[ومن سورة النور.]

قال الله عز وجل: {سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا} (١).

معنى} فَرَشْنَاهَا {هاهنا: بيناها، وشرحنا ما فيها من الحلال والحرام والنهي، وأوجبناها بإلزام فروضها، والله أعلم.

قال الله عز وجل: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ} (٢)

هذه آخر آية نزلت في حد الزاني، ناسخة لقوله سبحانه: {وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآَذُوهُمَا} (٣) ولقوله: {وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِهِمْ} إلى قوله سبحانه وتعالى: {أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا} (٤) فلما نزلت (٥) هذه الآية قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (خذوا عني قد جعل الله لهن سبيلا: البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام، والثيب بالثيب جلد


(١) سورة النور (١).
(٢) سورة النور (٢).
(٣) سورة النساء (١٦).
(٤) سورة النساء (١٥).
قول المؤلف ـ رحمه الله ـ: بأن آية النور قد نسخت آية النساء، فيه تسامح؛ لأن آية النساء قد تضمنت حكما مؤقتا بغاية ينتهي إليها، وقد جاء بيان تلك الغاية في آية النور، قال ابن العربي في أحكام القرآن (١/ ٤٥٧) في سياق تعليله لعدم القول بالنسخ: " .. لأن النسخ إنما يكون في القولين المتعارضين من كل وجه، اللذين لا يمكن الجمع بينهما بحال، وأما إذا كان الحكم ممدودا إلى غاية، ثم وقع بيان الغاية بعد ذلك، فليس بنسخ؛ لأنه كلام منتظم متصل، لم يرفع ما بعده ما قبله ولا اعتراض عليه".
(٥) لوحة رقم [٢/ ١٩٧].

<<  <   >  >>