للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن سورة الممتحنة.

قال الله تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ} الآية (١).

هذا نزل في حاطب بن أبي بَلْتَعة (٢)، كان? كتب كتابا إلى كفار قريش ينذرهم برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو من المهاجرين وشهد بدرا، ولما كتب الكتاب أتى جبريل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره بذلك، فوجه عليا والزبير والمقداد (٣) فقال: انطلقوا حتى تأتوا روضة خَاخٍ (٤) فإن بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها، فانطلقوا يتعادون بخيلهم حتى انتهوا إلى الموضع فإذا بالمرأة فقالوا: أخرجي الكتاب. قالت: ما معي كتاب. قالوا: لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب. فأخرجته من عِقَاصِها (٥)، فأتوا به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقرأه فقال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا حاطب ما هذا؟ قال: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا تعجل علي إني كنت امرأ ملصقا (٦) في قريش، ولم أكن من أنفسها، وكان من كان من المهاجرين لهم قرابات بمكة يحمون بها أهاليهم وأموالهم، فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ عندهم يدا يحمون بها قرابتي، وما فعلته كفرا ولا ارتدادا ولا رضى بالكفر بعد الإسلام. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنه قد صَدَقَكم. قال عمر: يا رسول الله دعني أضرب


(١) سورة الممتحنة (١).
(٢) هو: حاطب بن أبي بلتعة بن عمرو بن سهل اللخمي، أبو محمد، حليف بني أسد بن عبد العزى، شهد بدرا وما بعدها، وبعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المقوقس، مات سنة ٣٠ هـ. ينظر: طبقات ابن سعد (٣/ ٦١) والإصابة (٢/ ٣).
(٣) هو: المقداد بن عمرو بن ثعلبة، أبو الأسود الكندي، حالف الأسود بن عبد يغوث فتبناه ودعي إليه، حتى نزل تحريم ذلك، شهد المشاهد كلها، مات سنة ٣٣ هـ ينظر: طبقات ابن سعد (٣/ ٨٥) والإصابة (٦/ ١٥٩).
(٤) هي: روضة قرب المدينة، كانت من ضمن المناطق التي حماها النبي - صلى الله عليه وسلم - والخلفاء الراشدون من بعده. ينظر: معجم البلدان (٢/ ٣٣٥).
(٥) قال ابن حجر في الفتح (٦/ ٢٢١): " هي ذوائبها المضفورة".
(٦) قال في غريب الحديث (٤/ ٢١٥): " الملصق: الرجل المقيم في الحي وليس منهم بنسب".

<<  <   >  >>