للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[* مولده.]

ولد القاضي أبو الفضل بكر بن محمد القشيري، في عام أربعة وستين ومائتين للهجرة النبوية، على صاحبها أفضل الصلاة والسلام.

وكتب التراجم ـ التي وقفت عليها ـ لم تنص صراحة على مولده، غير أن ابن فرحون ـ رحمه الله ـ ذكر أن أبا الفضل توفي بعد أن بلغ ثمانين سنة، يقول: " وتوفى بمصر ليلة السبت لسبع بقين من ربيع الأول، سنة أربع وأربعين وثلاثمائة، وقد جاوز الثمانين سنة بأشهر" (١).

[* نشأته.]

ليس في المصادر التي ترجمت لأبي الفضل القشيري، حديث يذكر عن نشأته، يروي الظمآن، ويشفي الغليل، وقد ذكر القاضي عياض حادثة حكاها أبو الفضل نفسه، تلقي شيئا من الضوء على نشأته الأولى، قال: " احتبس بولي وأنا صبي، نحو سبعة أيام، فأتى بي والدي إلى سهل التستري ليدعو لي، فمسح بيده على بطني، فما هو إلا أن خرجنا؛ بُلت على عنق الغلام " (٢) وهذه الحادثة ـ وإن كانت عابرة ـ فربما بقيت نقشا في ذاكرة الغلام الصغير، لتكون بعد ذلك دافعا من تلك الدوافع والأسباب، التي حفزته على ملازمة الشيخ العابد الزاهد: سهل بن عبد الله التستري، حتى عرف به، واشتهر بحكاية أخباره، ورواية أقواله، وسنرى في هذا الكتاب طرفا منها (٣).


(١) الديباج المذهب ص ١٠٠.
(٢) ترتيب المدارك (٥/ ٢٧١) ينظر كذلك: الديباج المذهب ص ١٠٠.
(٣) ينظر: ما ذكره عند قوله تعالى: (فمن كان يرجوا لقاء ربه) وقوله: (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره).

<<  <   >  >>