الأولى: أن ينص إمام من الأئمة على عقيدته، ويبين حقيقتها، وكتب التراجم زاخرة بكثير من النقول عن الأئمة في هذا الباب.
الثانية: أن يوجد نص يؤثر عن العالم نفسه، يكشف عن عقيدته ويحكي حال نفسه، وهي طريقة يسلكها بعض المؤلفين في مقدمات كتبهم.
الثالثة: أن يُنظر في مؤلفاته، وتُسْتَقرأ كتبه، للوقوف على معتقد مؤلفها، من خلالها.
ولئن كانت كتب التراجم شحيحة، لم تجد بشيء عن عقيدة المؤلف، إلا ما أشار إليه الذهبي، من أن أبا الفضل القشيري، ألف كتابا في الرد على أهل القدر (١)، فإن في الكتاب الذي بين أيدينا، إشارات واضحة، تكشف عن عقيدة أبي الفضل، مرة عن المعتقد إجمالا، ومرة عن مسائل منه تفصيلا.
وقد دلت تلك المواضع من كتابه؛ على أن أبا الفضل القشيري، كان صاحب سنة، على طريقة السلف ـ رحمهم الله ـ في الاعتقاد.
وسأذكر ما استخلصته من كتابه، مما يدل على عقيدته إجمالا أو تفصيلا:
" في باب التزام طريقة السلف، وتقديمهم على من جاء بعدهم.
افتتح المؤلف ـ رحمه الله ـ كتابه بمقدمة ذكر فيها أن خير السبل، وأسدَّ المسالك، وأبين الطرق؛ ما كان عليه سلف الأمة من الصحابة، ومن تبعهم من أهل القرون المفضلة، وأن أهل العلم لم يزالوا على هذه الطريقة حتى " حدث في القرن الرابع من هذه الأمة ومن تلاهم،