للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[ومن سورة الحواريين]

قال الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (٢) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} (١).

قال أبو موسى الأشعري: لقد نزلت سورة كنا نسميها المسبحات، أولها سبح لله فنسيتها، غير أني حفظت منها: {يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون. فتكتب شهادة في أعناقكم ثم تسألون عنها يوم القيامة} (٢).

وقال مجاهد: قال جماعة من الصحابة فيهم ابن رواحة: لو نعلم عملا هو أحب الأعمال إلى الله؛ لعملنا بها حتى نموت، ثم تأخر بعضهم، فأنزل الله هذا فيهم، فقال عبد الله ابن رواحة: لا أبرح حبيسا في سبيل الله حتى أموت، فقتل شهيدا (٣).

فأما قول الأشعري: فتكتب شهادة، فكلام من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتبعه الآية، ليس من القرآن (٤).

والآية توجب على كل من وعد وعدا لا إثم فيه أن يفي به، وكل من ألزم نفسه طاعة أو عملا فيه طاعة أن يفي به ويدوم عليه، ويسأل الله التوفيق والمعونة، ألا تراه


(١) سورة الصف (٢).
(٢) جزء من حديث أخرجه مسلم [٢/ ٥٥٩ كتاب الزكاة]، والقراءة بهذا اللفظ شاذة لمخالفتها رسم المصحف.
(٣) أخرجه الطبري في تفسيره (١٢/ ٨٠) به، دون قوله: ثم تأخر بعضهم.
(٤) قول المؤلف ـ رحمه الله ـ مخالف لظاهر الرواية، والجزم به لا دليل عليه، إذ يحتمل أن تكون مما نسخ من القرآن الكريم، وإنما حمله ـ رحمه الله ـ على هذا؛ أنها خالفت رسم المصحف، وقد قرر مرارا أن المعتبر ما وافق رسم المصحف. ينظر من هذه الرسالة: قسم الدراسة، ص: ١٧٨.

<<  <   >  >>