للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[ومن سورة نوح - عليه السلام -.]

قال الله تبارك وتعالى: {مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ! وَقَارًا

وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا} (١).

قال ابن عباس: لا تعلمون لله عظمته (٢)، يعني حق عظمته.

وقال مثل ذلك جماعة من المفسرين، وزاد بعضهم: نعمه وتشكرونه، وقد خلقكم أطوارا، قالوا: من تراب، ثم من نطفة، ثم من علقة، ثم من مضغة، ثم أنشأ خلقه طورا بعد طور (٣)، ومن رجا لله ـ عز وجل ـ وقارا، عرف له حقه، وصنع له نفسه، ولم يخل قلبه من فكر فيه، وفي عظمته وآب إليه، ولا يشعل قلبه بسواه، سمعت سهلا (٤) يقول ذلك، وسألته عن اسم الله الأعظم؟ فقال: هو الله، فقلت: قد قيل: إذا سئل به أعطى، وهو ذا نسأله به، فقال: تسأله به وقلبك في غيره، ولو سألته وقلبك فارغ من كل شيء إلا من مناجاته، لجاءت الإجابة للوقت، ثم قال: {وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا} (٥) قال: من كل شيء إلا من المسألة في أمر موسى - عليه السلام - (٦).


(١) سورة نوح (١٣ ـ ١٤).
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم (١٠/ ٣٣٧٥) به.
(٣) ينظر: تفسير الطبري (١٢/ ٢٥٩) والدر المنثور (٨/ ٢٩١) ففيهما عدد من الآثار عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، والضحاك، وابن زيد، كلها في معنى ما ذكر المؤلف رحمهم الله جميعا.
(٤) هو: التستري، تقدم.
(٥) سورة القصص (١٠).
(٦) ينظر: تفسير سهل التستري ص ١١٨.

<<  <   >  >>