للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الخامس: منهجه في الاستدلال بلغة العرب.]

يدرك من ينظر في كتاب أحكام القرآن لأبي الفضل القشيري، تلك العناية الظاهرة باللغة العربية، حيث احتج المؤلف باللسان العربي في بيان غريب ألفاظ القرآن الكريم، واحتكم إليها عند الاختلاف، واعتضد بها عند الاختيار.

ظهر ذلك في رجوعه إلى لغة العرب، واحتكامه إلى أهل اللسان، واستشهاده بمنثور كلامهم ومنظومه، مع الحرص في الغالب الأمر على نسبة القول إلى قائله.

ويمكن تلخيص منهج المؤلف في احتجاجه بلغة العرب، في الآتي:

١. أبرز من أخذ عنهم ونقل كلامهم.

اعتمد المؤلف على بعض من كبار أئمة اللغة وأهل العربية، في بيان غريب اللغة والاحتجاج عند الاختلاف بقولهم، ومن أشهرهم:

١. أبو عبيدة معمر بن المثنى.

من مصادره الأساس التي اعتمد عليها بشكل كبير، فيما يتعلق بلغة العرب وشعرهم، وتوجيه كلامهم، ما نقله عن أبي عبيدة معمر بن المثنى، ولا سيما ما استقاه من كتابه: مجاز القرآن، لقد كان كتابه هذا ـ بحق ـ أهم كتاب لغوي اعتمده المؤلف، فأكثر النقل منه، والأخذ عنه، والإحالة إليه، ومنها ما جاء عند قوله تعالى: {ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (١): " قال أبو عبيدة: إثارة: بقية من علم،


(١) سورة الأحقاف (٤).

<<  <   >  >>