للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المرحلة الثالثة: الركود وانحسار حركة التأليف.]

وتمتد هذه المرحلة ما بين القرن السابع إلى بداية العصر الحاضر، وفي هذه المرحلة شهد النشاط العلمي، المتعلق بهذا الاتجاه من التفسير، ركودا وانحسارا، إذ ضعفت حركة التأليف بشكل كبير، وذلك أن من أهم الأسباب الباعثة على التأليف في أحكام القرآن: نصرة المذهب، وبيان دلالة آيات القرآن عليه، والإجابة عن قول المخالفين، وهذه الغاية قد تحققت بشكل كبير في المرحلة السابقة، حيث وجد أهل هذه المرحلة أن من سبقهم قد كَفَوْهُم المؤونة، بما ألفوه من كتب، أغنتهم عن ابتداء التأليف.

[المرحلة الرابعة: العصر الحديث.]

في عصرنا الحاضر ظهرت عدد من المؤلفات، التي اعتنت بتفسير وبيان آيات الأحكام، تميزت عما سبقها من مراحل؛ بأن النَفَس المذهبي ضَعُف فيها، حتى لا ترى له أثرا، سواء في ابتداء التأليف، وانتهاء بالاختيار والترجيح، حيث ينظر المؤلفون في هذا العصر إلى خلاف السلف ـ وفي جملتهم أصحاب المذاهب المتبوعة ـ ثم يوازنون بين الأقوال، ويرجحون بحسب ما تبين لهم من الدلائل والبرهان، دون التزام باختيار مذهب، أو قول إمام، يقول د. علي العبيد " غالب الكتب المؤلفة في أحكام القرآن في العصر الحاضر، وضعت وفق منهج دراسي معين لا يخرج عنه مؤلفه، ... كما أنها لم تأخذ طابع المذهبية غالبا، فخلت من التعصب الذي ظهر في بعض المؤلفات القديمة" (١) ومن أبين الأمثلة على هذه المرحلة كتاب: نيل المرام من تفسير آيات الأحكام لصديق حسن خان (ت: ١٣٠٧).

والجدير ذكره هنا: أن معظم المؤلفات في هذه المرحلة، لم يكن من قصد أصحابها تأليفها ابتداء، وإنما كتبت كمذكرات لطلبة الدراسات الشرعية بالجامعات الإسلامية، ولذا فلا يوجد في كثير منها من التحرير والتدقيق، مثل ما كان عليه الحال في المؤلفات المتقدمة (٢).


(١) تفاسير آيات الأحكام ومناهجها ص ٦١٩.
(٢) ينظر: اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر الهجري (٢/ ٤١٨).

<<  <   >  >>