عاش أبو الفضل بكر بن محمد بن العلاء القشيري في حدود الفترة ما بين عام ستين ومائتين إلى تاريخ وفاته عام أربع وأربعين وثلاثمائة للهجرة النبوية، وهذه الفترة تندرج في زمن مُلك بني العباس، الذين قامت إمارتهم على أنقاض بني أمية.
وقد تميزت هذه المرحلة التي عاشها المؤلف من مُلك بني العباس بأنها الفترة التي أخذ فيها نجم بني العباس يَخْفُت، وبدأت سلطتهم تضعف، ونفوذهم ينحسر، على نحو آذن بقيام الإمَارات الصغيرة، التي قطعت أوصال الأمة، كل يطمع أن يستقل بدويلة أو إمارة، فلا تزال المعارك والحوادث تنشب هنا وهناك.
وأشهر الإمارات التي قامت في تلك الفترة إمارة بني بويه، التي كان لها نفوذ كبير على بلاد ما وراء النهر، بل امتد نفوذهم حتى بلغ العراق، واجترؤوا حتى على خلع الخليفة العباسي (١)، وكان أثرهم على بلاد العراق سيئا إذ أكثروا البطش وأثاروا الفتن، يقول د. حسن إبراهيم: " وكان لسياسية بني بويه، أسوأ الأثر في العراق، فقد قامت الفتن الطائفية،
(١) ينظر: دولة الإسلام (١/ ٢٠٥) والتاريخ الإسلامي لمحمود شاكر الجزء الثاني من المجلد السادس.