للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(يرحم الله المحلقين ثلاثا، ثم قال: والمقصرين في الرابعة) فالتفث الذي في معنى الآية هو هذا، وما عداه من تقليم الأظفار، ونتف الإبط، وقص الشارب، وما أشبهه، يدخل بالمعنى؛ لأنه تفث البدن، والله أعلم" (١).

[الفقرة الثالثة: العناية بآثار السلف.]

لقد رسم المؤلف ـ رحمه الله ـ منهجه القائم على اتباع آثار السلف والسير في ركابهم، وعاب مسالك أهل الزيغ والضلال ممن خالف منهج السلف وطريقتهم، وسلك غير سبيلهم، يقول ـ رحمه الله ـ في مقدمته: " ولم يزل أهل العلم على ذلك متبعين لسلفهم، حتى حدث في القرن الرابع من هذه الأمة ومن تلاهم قوم مستخفون بقول السلف، وله هاجرون، وعلى مذاهبهم زارون وكفى بالرجل نقصا؛ أن يرى أنه قد علم من كتاب الله عز وجل، ما قصر عن علمه الصحابة والتابعون، أو يرى أنه فوقهم علما أو فهما، أو يظن أنه مثلهم، لقد خاب وخسر ـ إلى أن قال عن كتابه ـ: لم أعد فيه عن السنة، وقول السلف، وما توجبه اللغة التي نزل القرآن بها " (٢).

ولقد كان مذهبه شديدا في هذا حتى نُقِل عنه القول: بعدم الاختيار بعد المائتين من الهجرة (٣)، ولهذا كله فقد اعتنى بشكل كبير بالآثار عن الصحابة والتابعين، حتى ندر جدا أن تمر آية لا يذكر فيها أثرا عن السلف.

ومن آثار هذه العناية أن كتاب أحكام القرآن لأبي الفضل، قد تضمن عددا من الآثار التي لا ذكر لها في أكثر كتب التفسير، وليست مما اشتهر تناقله فيها، بل فيه من الآثار ما لم أجده في شيء من المصادر، سوى في هذا الكتاب.


(١) ينظر من هذه الرسالة: سورة الحج الآية (٢٩)
(٢) ينظر: من هذا المخطوط اللوحة رقم [٣].
(٣) تقدم في الفصل السابق الكلام هذه المسألة ص ٥٨.

<<  <   >  >>