في هذا المبحث سأعرض لطريقة المؤلفَين في عرض الآيات القرآنية، ومنهجهما في عرض المسائل العلمية، مقتصرا على الملامح العامة التي ترسم صورة مجملة، وذلك في مطلبين:
المطلب الأولى: طريقة عرض السور والآيات.
المطلب الثاني: طريقة تفسير الآيات إجمالا.
[المطلب الأولى: طريقة عرض السور والآيات والمسائل.]
استعرض المؤلفان سور القرآن جميعا، مع التزام ترتيبها في المصحف، لم ينخرم معهما هذا الترتيب.
وقد بلغ عدد السور التي تكلم عنه القشيري أربعا وثمانين سورة، وترك الكلام عن ثلاثين سورة، وأما ابن العربي فقد تكلم عن ست ومائة سورة، وترك الكلام عن ثمان سور، اشتركا منها في سبع سور تركا الكلام عنها، وهي: سورة القمر، والحاقة والنازعات، والتكوير، والانفطار، والهمزة، وسورة الكافرون، وغالب تلك السور التي تركا الكلام عنها سور مكية.
كما التزما ذكر أسماء السور، وتسميتها بما اشتهرت به، في غالب أمرهما، إلا أن أبا الفضل ترك تسمية بعض السور القليلة، ولعل ذلك وقع سهوا، أما ابن العربي فلم يدع تسمية شيء منها.
وربما على نحو نادر جدا يذكر القشيري للسورة أكثر من اسم، ولم يقع ذلك عند ابن العربي.