للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[ومن سورة التحريم.]

قوله عز وجل: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ}

إلى قوله: {فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ} (١).

قال ابن عباس: لبثت سنة أريد أن أسأل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - عن المرأتين اللتين تظاهرتا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجعلت أهابه حتى نزل مَرّا (٢)، ودخل في الأراك (٣)، فلما خرج سألته فقال: عائشة وحفصة، ثم قال: إنا كنا في الجاهلية لا نعد النساء شيئا، فلما جاء الإسلام وذكرهن الله، رأينا لهن بذلك علينا

حقا، من غير أن يدخلن في شيء من أمورنا، قال: فدخلت على

امرأتي يوما فقالت لي شيئا أغضبني (٤)، فقلت لها: وإنك


(١) سورة التحريم (١ ـ ٤).
(٢) أراد مر الظَهران، كما جاء مصرحا به عند مسلم [٢/ ٨٩٧ كتاب الطلاق] والطيالسي (١/ ٦) وأبي عوانة (٣/ ١٩٢)
ومَرّ الظهران: قرية تبعد عن مكة ستة عشر ميلا، بقربها واد يقال له: الظهران، تضاف له فيقال: مر الظهران، وفيه نزل النبي - صلى الله عليه وسلم - عام الفتح في عشرة آلاف. ينظر: معجم البلدان (٤/ ٦٣) ومعجم ما استعجم (٤/ ١٢١٢).
(٣) قال ابن الأثير في غريب الحديث (١/ ٤٣): " شجر معروف له حمل كعناقيد العنب ".
(٤) جاء في بعض ألفاظ مسلم [٢/ ١٤٧٩ كتاب الطلاق] بيان سبب ذلك على لسان عمر - رضي الله عنه -، قال: (فبينما أنا في أمر أأتمره، إذ قالت لي امرأتي: لو صنعت كذا وكذا، فقلت لها: وما لكِ أنتِ ولما ها هنا، وما تكلفك في أمر أريده! فقالت لي: عجبا لك يا بن الخطاب، ما تريد أن تراجع أنت، وإن ابنتك لتراجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى يظل يومه غضبان) قال النووي (١٠/ ٨٥): " قوله: فبينما أنا في أمر أأتمره، معناه: أشاور فيه نفسي وأفكر " وفي لفظ عند الطبراني في الأوسط (٨/ ٣٢٣): (وإني أمرت غلمانا لي ببعض الحاجة فقالت امرأتي: بل اصنع كذا وكذا .. ).

<<  <   >  >>