للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد التزم المؤلف في ترتيب ذكر هذه السور، مواضعها في المصحف، من فاتحة الكتاب إلى خاتمته، لم ينخرم معه هذا الترتيب.

ولم يدع المؤلف ذكر أسماء السور إلا في عدد قليل، حيث ترك تسمية السور الآتية: سورة المطففين، والأعلى، والزلزلة، والقدر، والكوثر، وسورة المسد، ولعل ذلك سقط سهوا.

وكان يذكر المشتهر من أسماء السور، وقد وقع له أن سمى بعضها بغير المشهور (١)، وربما على نحو نادر ـ في موضعين فقط ـ يذكر للسورة أكثر من اسم كما وقع له في سورة الشعراء فقد قال في أولها: " ومن سورة الشعراء وهي الخاضعة "، وقال في الزمر في أولها: " ومن سورة الغرف وهي الزمر ".

ولَمّا كان قصد المؤلف ـ كما تقدم ـ الكلام عن آيات الأحكام فقط، فقد كان الغالب عليه أن يقول في أول كل سورة: ومن سورة كذا، على التبعيض، لكن وقع له في ست عشرة سورة أن قال: سورة كذا (٢).

هذا ما يتعلق بالسور، أما عرض الآيات:

فقد بلغ عدد الآيات التي تكلم عنها المؤلف: إحدى وأربعين وأربعمائة آية، أوردها بحسب ترتيبها في المصحف، إلا بعض المواضع القليلة، التي خالف في ترتيبها، فقدم فيها وأخر (٣)، ولم يظهر لي سبب هذا التقديم والتأخير.

وكان في غالب أمره، يكتفي بذكر جزء الآية الذي سيتكلم عنه، وقد يخالف ذلك فيذكر الآية كلها، وإن لم يتكلم عنها جميعها، وربما كتب أول الآية، أو أولها وآخرها.

وإذا كانت الآية طويلة، والكلام فيها له فروع، قسم الآية أجزاء، وفرق الكلام عليها (٤).

وقد وقع له ـ على نحو قليل جدا ـ أن قرن بين آيتين متشابهتين، فتكلم عنهما في موضع واحد (٥).

وربما أحال على آية أخرى، قد سبق الكلام عنها، أو أنه يأتي كلامه عليها (٦)، وقد يحيل على كتاب آخر، كأن يحيل على كتاب له أو لشيخه القاضي إسماعيل (٧).

[الفقرة الثانية: طريقته في تفسير الآيات.]

لما كان هذا الكتاب في أحكام القرآن؛ فقد اقتصر المؤلف على الكلام عن الآيات التي لها تعلق بالأحكام، وحتى تلك الآيات التي تكلم عنها، لم يكن من قصده بيان معناها، ولذلك فكثيرا ما يورد الآية ولا يبين معناها العام، وإنما يتكلم عن الحكم الشرعي الذي تدل عليه، مقتصرا على ذكر محل الشاهد من الآية في غالب الحال.

وإنه وإن تكن هذه هي الحالة الغالبة، فلم يمنع ذلك المؤلف ـ رحمه الله ـ من الكلام على عدد غير قليل من الآيات التي لا تعلق لها بأحكام الحلال والحرام مباشرة، إذ كان يفسرها ويبن معناها، وربما توسع فذكر الأقوال فيها، انظره ـ مثلا ـ عند قوله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} (٨) قال: " خشية العبد لله على قدر علمه به، فكلما ازداد به علما ازداد له خشية،


(١) وقع ذلك في السور الآتية: فاطر سماها (الملائكة) والزمر سماها (الغرف).
(٢) وهي: سورة الأنفال، سورة براءة، وهود، والرعد، وإبراهيم، والحجر، وسورة بني إسرائيل، ومريم، وطه، وسورة المؤمنين، والقصص، والأحزاب والمرسلات، والسماء والطارق، وسورة لا أقسم بهذا البلد.
(٣) مثال ذلك: سورة الطلاق، الآية رقم (٢) وسورة القيامة الآية رقم (١).
(٤) مثال ذلك ما وقع له في سورة النور، الآية رقم (١) و (٣١).
(٥) ينظر: سورة يوسف الآية رقم (٨٨) الحج رقم (٣٤).
(٦) ينظر من هذه الرسالة: سورة الحج الآية رقم (٢٨) الأحزاب رقم (٤، ٤٩) الطلاق رقم (١، ٤).
(٧) ينظر من هذه الرسالة: سورة الحشر الآية رقم (٦).
(٨) سورة فاطر (٢٨).

<<  <   >  >>