للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال أيضاً: وكفى برجل نقصا أن يرى أنه قد علم من كتاب الله عز وجل ما قصر عن عمله الصحابة والتابعون، أو يرى أنه فوقهم علماً وفهماً، أو يظن أنه مثلهم لقد خاب وخسر. (١)

وللمؤلف اهتمام بأسباب النزول، وما كان عليه العرب من عادات الجاهلية قبل الإسلام.

ويهتم أيضاً باللغة العربية، ويستشهد بأقوال العرب في ذلك شعراً ونثراً، وكثيراً ما يرجع إلى ما قاله أبو عبيدة وغيره.

٤ - عنايته بالمسائل الفقهية مقرونة بأدلتها، منسوبة لقائليها، مرجحاً في ذلك، ذاكراً أقوال المذاهب الأخرى.

[أسباب اختيار الموضوع]

بالإضافة إلى ما سبق من أهمية الكتاب، فإن هناك أسباباً دعتني لاختيار تحقيق هذا الكتاب، لعل من أبرزها:

١ - رغبتي في التزود من التفسير الفقهي للقرآن الكريم، الذي يعد ركيزة مهمة لتكوين طالب العلم، يقول القرطبي فيما ينبغي لصاحب القرآن أن يأخذ نفسه به: ((وينبغي له أن يتعلم أحكام القرآن، فيفهم عن الله مراده، وما فرض عليه فينتفع بما يقرأ ويعمل بما يتلو، فما أقبح لحامل القرآن أن يتلو فرائضه وأحكامه عن ظهر قلب وهو لا يفهم ما يتلو، فكيف يعمل بما لا يفهم معناه؟ وما أقبح أن يسأل عن فقه ما يتلو ولا يدريه، فما مثل من هذه حالته إلا كمثل الحمار يحمل أسفاراً)). (٢)

٢ - اكتساب معرفة جديدة في تحقيق المخطوطات حيث كانت رسالتي في مرحلة الماجستير موضوعاً، بعنوان: علوم القرآن عند ابن حزم جمعاً ودراسة.

ولا يخفى ما في التحقيق من فوائد للباحث.

٣ - إخراج كتاب لم ير النور بعد في باب تفسير آيات الأحكام، ومن أهميته أنه يعد مرجعاً لكتاب أصيل ذلكم هو كتاب: أحكام القرآن لإسماعيل بن إسحاق الجهضمي، فبتحقيقه إخراج وإبراز لجهد علم من أعلام التفسير والفقه، وإظهار لفضل المتقدم على المتأخر.

٤ - أن غالب ما ألف في أحكام القرآن: إما مفقود، أو مخطوط، أو مطبوع ولكن بدون تحقيق علمي.


(١) مقدمة المؤلف ص: ١٠٧.
(٢) الجامع لأحكام القرآن: ١/ ٢١.

<<  <   >  >>