للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[ومن سورة الحشر.]

قوله عز وجل: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} (١).

قال بكر (٢): هم بنو النضير (٣) قاتلهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى صالحهم على الجلاء، فأجلوهم على أن لهم ما أقلت الإبل من شيء إلا الحلقة، والحلقة السلاح، وكانوا من سبط (٤) لم يصبهم جلاء فيما مضى، فكان الله قد كتب عليهم الجلاء، ولولا ذلك عذبهم في الدنيا بالقتل والسبي.

وأما قوله سبحانه: {لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} فكان جلاؤهم ذلك أول الحشر في الدنيا إلى الشام (٥).

وقال قتادة: تجيء نار من مشرق الأرض تحشر الناس إلى مغاربها، تبيت معهم حيث باتوا وتقيل إذا قالوا، وتأكل من تخلف (٦).


(١) سورة الحشر (٢).
(٢) هو: المؤلف.
(٣) هم: أحد بطون اليهود المشهورة، من ولد الكاهن بن هارون، فروا من الشام لما تسلط عليهم الروم، ثم نزلوا قرب يثرب. ينظر: الأغاني (١١/ ٣٤٣) ومعجم ما استعجم (٥/ ٨٤).
(٤) قال في اللسان مادة: سبط: " السِّبْطُ من اليهود كالقبيلة من العرب، وهم الذين يرجعون إلى أَب واحد، سمي سِبْطا ليُفْرَق بين ولد إسماعيل وولد إسحاق، وجمعه أَسْباط".
(٥) في معنى كلام المؤلف ـ رحمه الله ـ هنا ما أخرجه الحاكم [٢/ ٥٢٥ كتاب التفسير، سورة الحشر] عن عائشة، وكذلك ما أخرجه الطبري في تفسيره (١٢/ ٢٨) عن الزهري، موقوفا عليه.
(٦) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (٣/ ٢٨٢) والطبري في تفسيره (١٢/ ٢٨) به.

<<  <   >  >>