للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المقدمة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

فإن من أعظم نعم الله أن أنزل الله علينا القرآن الذي {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت: ٤٢].

وإن من الواجبات على الأمة الإسلامية أن تتدبر هذا القرآن، وتعمل بما فيه شكراً لله على هذه النعم العظيمة.

وقد قام أسلافنا رحمهم الله بتدبر هذا القرآن، والعمل بما فيه، فحفظوه في الصدور، ودونوه في السطور، وفهموا معانيه، وتخلقوا بأخلاقه، وألفوا في علومه وفنونه حتى تركوا لنا تراثاً هائلاً، أودعوا فيه علمهم، وجهدهم، وخبرتهم.

ولعل أقل ما يحتاجه منا هذا التراث أن نعكف على نشره وتحقيقه تحقيقاً علمياً، وأن يكون مبعث عز وافتخار لنا بمنجزات أسلافنا.

وقد اخترت من بين هذا التراث كتاب (أحكام القرآن) للقاضي أبي الفضل بكر بن محمد بن العلاء القشيري البصري المالكي (ت ٣٤٤ هـ) ليكون موضوعاً لرسالتي لنيل درجة الدكتوراه في القرآن وعلومه، وجعلته بعنوان: (أحكام القرآن للقاضي أبي الفضل بكر بن محمد بن العلاء القشيري البصري المالكي من أول الكتاب إلى آخر تفسير سورة الأعراف دراسة وتحقيقاً).

[أهمية الموضوع]

تبرز أهمية هذا الموضوع من جهتين:

[الأولى: حول أهمية تحقيق كتب التراث عموماً ويتمثل ذلك في]

١ - إخراج أحد هذه الكتب إخراجاً علمياً حتى يمكن الاستفادة منه، لاسيما وأن تحقيق الكتب في هذا الزمان أصبح تجارة، ومن واجب الجهات العلمية أن تتبنى المحافظة عليها وإخراجها إخراجاً علمياً.

٢ - أن تحقيق الكتب المخطوطة من قبل طلاب الدراسات العليا يعد إسهاماً جاداً في نشر تراث هذه الأمة الإسلامية على أسس علمية صحيحة.

<<  <   >  >>