للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[ومن سورة الحج.]

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ} إلى: {وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ} (١).

خلق الله تعالى آدم - صلى الله عليه وسلم - من تراب، وإنما سمي آدم لأنه خلق من أديم الأرض، من ماء وطين (٢)، ومن طين لازب، ثم استخرج ذريته كل فريق من تربتهم الذي خلقهم منها، وفيها يدفنون يرجعون إلى التربة التي خلقوا منها.

وأما قوله عز من قائل: {ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ} فالنطفة إذا وقع العلوق مكثت أربعين يوما، ثم علقة أربعين يوما، ثم مضغة أربعين مخلقة وغير مخلقة، ثم ينشئه الله خلقا آخر، ويأتي الملك فيكتب رزقه وأجله وشقي أو سعيد، كذلك رواه الأعمش عن زيد بن وهب (٣) عن عبد الله (٤)، ورواه


(١) سورة الحج (٥).
(٢) أخرج الطبري في تفسيره (١/ ٢٥١) عن سعيد بن جبير، نحو كلام المؤلف في سبب تسمية آدم.
(٣) هو: زيد بن وهب الجُهني، أبو سليمان الكوفي، أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يره، شهد مع علي بن أبي طالب مشاهده، وكان ثقة كثير الحديث، توفي سنة ٩٦ هـ. ينظر: طبقات ابن سعد (٤/ ٤١٤) وتهذيب التهذيب (٢/ ٢٥٣).
(٤) هو ابن مسعود - رضي الله عنه -، تقدم.
والحديث أخرجه البخاري [١٥٦٤ كتاب التوحيد، باب قوله: ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين .. ] ومسلم [٤/ ١٦١٦ كتاب القدر] عن الأعمش، بمعناه.

<<  <   >  >>