للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال أيضا في بيع العرايا بخرصها: إنه معارض للنهي عن المزابنة (١)، وهو رجل لا يعرف العرايا ولا هي ببلده، وأصل العرية: أن يعري، وهو أن يهب الرجلُ رجلا نخلات من حائطه دون خمسة أوسق، فيريد المعري أن يبقيه تمرا لعياله، فأجيز لواهبه أن يشتريه بخرصها تمراً إذ كان أصله معروفا، فلم يضيق عليه كما ضيق على غيره، وحصل أنه نقل الهبة إلى هبة غيرها (٢)، وهذه الأشياء فأبو حنيفة عزبت (٣) فيها.


(١) المزابنة: قال ابن عبد البر في الكافي (٣١٣): " المزابنة معناها بيع كل معلوم بمجهول من جنسه، من المأكول والمشروب كله، وكذلك كل رطب بيابس".
ينظر: كلام أبي حنيفة في العرايا في شرح معاني الآثار (٤/ ٣٠) والمبسوط (١٢/ ١٩٢).
(٢) ينظر: المدونة (١٠/ ٢٥٨) ومواهب الجليل (٦/ ٤٥٨).
(٣) قال في اللسان، مادة: عزب: " عزبت الأرض إذا لم يكن بها أحد، مخصبة كانت أو مجدبة ".

<<  <   >  >>