[الثانية: حول أهمية المخطوط - المقصود تحقيقه - من حيث]
١ - أهميته بين كتب التفسير:
وتبرز هذه الأهمية من خلال أنه مختصر لأصل عظيم مفقود، استفاد منه العلماء قديماً وحديثاً كابن العربي في أحكامه، والقرطبي في جامعه، وابن قدامه، وابن القيم، وغيرهم، ذلكم الأصل هو كتاب (أحكام القرآن) للقاضي إسماعيل بن إسحاق المالكي (ت ٢٨٢ هـ)، الذي قال عنه الخطيب البغدادي: له كتاب أحكام القرآن لم يسبق إلى مثله. (١)
٢ - تقدمه على غيره من كتب أحكام القرآن؛ نظراً لتقدم وفاة مؤلفه (٣٤٤ هـ)، وبتحقيق هذا الكتاب ونشره يكون أقدم كتاب - مطبوع كامل - في أحكام القرآن.
٣ - قيمته العلمية من حيث روايته للحديث وعلمه بالرجال وعلل الحديث فقد كان ـ بكر ـ راوية للحديث عالماً بماله من العلل، وكثيراً ما يسوق الأحاديث والآثار بإسناد القاضي إسماعيل، أو إسناده.
وتبرز قيمته أيضاً من حيث ذكره لأقوال السلف والوقوف عندها، وقد ذكر ذلك في مقدمته حيث قال: ولم يزل أهل العلم على ذلك متبعين لسلفهم، حتى حدث في القرن الرابع من هذه الأمة ومن تلاهم قوم مستخفون بقول السلف، وله هاجرون وعلى مذاهبهم زارون، يحدثون أنفسهم أن أسد الجواب ما استخرجوه وأعلاه ما استنبطوه، أخذوا ذلك عن أهل الزيغ، لا يعرجون على الرواية، ولا يلتفتون إلى باطن التلاوة، ويرون أنهم يساوون السلف في العلم بالكتاب، طعناً بذلك على إخوان المصطفى الذين فارقهم على الصدق والوفاء والطهارة والنقاء.