أولا: هذه القطعة عبارة عن جزء صغير من كتاب القاضي إسماعيل، تضمنت أجزاء من بعض السور، كما تضمنت سورا أخرى تامة، على نحو ما في المختصر، وهي:
السور التامة على نحو ما وردت في المختصر، فهي: سورة الجمعة، وسورة المنافقون، وسورة التغابن.
وأما السور التي ذكر بعضها في هذه القطعة، فهي: سورة النساء، وسورة المائدة، وسورة المؤمنون، وسورة النور، وسورة الطلاق.
ثانيا: يوجد في النسختين خرم ومحو.
ثالثا: يوجد في هوامشهما تصحيحات بخط ناسخها.
رابعا: يوجد عليها بلاغات.
وهذه القطعة وإن تكن صغيرة فهي قيمة جدا إذ ساعدت بشكل كبير على معرفة منهج أبي الفضل القشيري في اختصاره لكتاب القاضي إسماعيل ـ رحمهما الله ـ.
" مختصرات كتاب أحكام القرآن.
لهذه المكانة المتميزة لكتاب القاضي إسماعيل، فقد اعتنى به أهل العلم، ولا سيما من المالكية، وقد اهتم به على وجه الخصوص تلامذته الذين أخذوا عنه، فكان منهم من قام باختصار هذا الكتاب الضخم، تقريبا لطلاب العلم وتيسيرا للإفادة منه، كابن المعذل، وهذه المختصرات جميعها في عداد المفقود من تراثنا، عدا مختصر القاضي أبي الفضل القشيري، رحمهم الله جميعا.
[الفقرة الثانية: منهج القشيري في اختصار كتاب القاضي إسماعيل.]
مما يؤسف له أن كتاب أحكام القرآن الأصل، في عداد تراثنا العلمي المفقود، الذي لا يعرف مصيره، ولذا فإن استبانة طريقة تلميذه أبي الفضل في اختصاره، لن تكون بالصورة التي تُرجى، غير أن هذا العائق لا يمنع استبانة المعالم العامة لذلك الاختصار، والملامح المجملة له.
ويمكن ترسمُ تلك المعالم، وتمييز تلك الملامح، بعد الاستعانة بالله ـ تعالى ـ بثلاثة عوامل:
العامل الأول: المنهج الذي رسمه أبو الفضل نفسه، وذكر أنه سلكه في اختصاره، وهو الركن الأساس في هذه الاستبانة.
العامل الثاني: وجود قطعة من الأصل المختصر، ستكون بعون الله خير معين على الكشف عن طبيعة هذا الاختصار، حيث ساعدت كثيرا على معرفة المنهج الذي سار عليه المؤلف في اختصاره.
العامل الثالث: مقارنة النصوص التي نقلها أهل العلم من كتاب القاضي إسماعيل بمواضعها من مختصر أبي الفضل القشيري، إذ سيظهر من خلالها ما أبقى الاختصار منها، وما حذف.