للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا الاتجاه في التفسير، جزء من الانطلاقة العلمية، التي شهدها علم التفسير بعامة، في مراحل نشوئه وتطوره، وتاريخ تدوينه والتأليف فيه، وإذا أُريد تمييز هذا الاتجاه ـ بعينه ـ في التفسير، باستقراء تطوره، وتاريخ التدوين فيه، أمكن تمييز أربع مراحل، مَرّ بها هذا الاتجاه في التفسير، وهي (١):

المرحلة الأولى: النشأة والظهور.

وهذه المرحلة تصدق على عصر الصحابة، والتابعين لهم، وتمتد إلى قريبٍ من منتصف القرن الثاني الهجري، حيث كان التفسير الفقهي جزءا من التفسير العام، في نشأته وتطوره، وخصائصه وسماته، فبيان آيات الأحكام لا يخرج عن مقصود التفسير بعامة، بل هو جزء منه، ولذا يجد المتتبع لآثار الصحابة والتابعين، كثيرا من الآثار المتعلقة بآيات الأحكام، بل ويستطيع الجزم: أن آيات الأحكام حازت قصب السبق في هذه المرحلة، لما نراه من كثرة الآثار عن السلف في تفسيرها وبيانها.

وهذه المرحلة من تاريخ تطور التفسير والتدوين فيه، قد تكلم عنها المؤلفون في نشأة التفسير، وتاريخ تدوين علومه، وبينوا خصائصها وسماتها (٢).


(١) هذا التقسيم لمراحل النشأة والتطور، هو تقسيم إجمالي، لا يقصد به التحديد الدقيق، إذ التحديد الدقيق غير ممكن، باعتبار تمازج المراحل وتداخلها، وأَخْذِ بعضها بِحُجَز بعض.
ثم إن هذا التقسيم ـ أيضا ـ يعتمد على ما تناقلته الكتب التي اعتنت بالمسيرة العلمية وتاريخ تدوين العلوم.
(٢) من أوسع من كتب عن هذه المرحلة في التفسير، وبين مراحلها، وميز سماتها؛ د. محمد حسين الذهبي في كتابه: التفسير والمفسرون المجلد الأول، وينظر كذلك: كتاب المدخل لدراسة القرآن الكريم لأبي شهبة ص ٢٧.

<<  <   >  >>