عاش القاضي أبو الفضل بكر بن محمد بن العلاء القشيري في أواخر القرن الثالث وأوائل القرن الرابع الهجريين، وبالتحديد من سنة ٢٦٣ هـ إلى ٣٤٤ هـ.
فهو قد عاش في العصر العباسي الثاني، وقد كان بداية هذا العصر بداية عهد الضعف الذي أصاب الأمة الإسلامية، ويعتبر عهد الخليفة المتوكل (٢٣٢ - ٢٤٧ هـ) هو بداية هذا العصر الثاني من العصر العباسي.
ولعل من أبرز أسباب هذا الضعف في هذا العصر: اعتماد الدولة العباسية على الفرس أولاً ثم على الأتراك، وإيثارهم إياهم بالمناصب المدنية والعسكرية على العرب، وقد كان من ثمرات هذا الأمر خروج السيطرة عن الخليفة، حيث أصبحت مقاليد الحكم بأيدي الأتراك من خلال سيطرتهم العسكرية على مركز الخلافة، وبقي الخليفة اسماً أو صورة في قصره.
وبهذا الضعف أخذت الأقطار الإسلامية تستقل عن بغداد شيئاً فشيئاً، فصارت عبارة عن دول متعددة مستقلة، لكل دولة مالها وجندها وإدارتها وأميرها، واشتغل كل واحد منهم بقتال الآخر، وشغلوا عن قنال عدوهم، فتفشت الفوضى، وانتشرت الفتن والثورات الداخلية، وطمع الأعداء من الخارج في الدولة الإسلامية فأخذوا يغيرون عليها من وقت لآخر. (١)
(١) تاريخ الإسلام السياسي د. حسن إبراهيم: ٣/ ٧، التاريخ الإسلامي محمود شاكر الجزء الثاني من القسم السادس: ٧، العصر العباسي الثاني: د. شوقي ضيف: ٩، ظهر الإسلام لأحمد أمين: ١/ ٥، ٩٠.