للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لهناك (١)! فقالت: تقول هذا وابنتك تُغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأتيت حفصة فقلت لها: إني أحذرك بأن تعصي الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - وتقدمت إليها في أذاه (٢)، وأتيت أم سلمة فقالت: عجبا لك يا ابن الخطاب، لم يبق لك إلا أن تدخل بين رسول الله صلى الله عليه (٣) وبين نسائه، وكان رجل من الأنصار إذا غاب وشَهِدتُ أتيته بما يكون من رسول الله، وإذا غبت وشهد أتاني بما يكون من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان من حول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد استقام إلا ملك غسان (٤) بالشام، كنا نخاف أن يسير إلينا، فأتاني الأنصاري يوما فضرب علي الباب وقال: قد حدث أمر، قلت: أجاء الغساني؟ قال: لا، ولكن أعظم من ذلك، طلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نساءه، قال: فخرجت وإذا البكاء في حجرهن كلها، وإذا النبي - صلى الله عليه وسلم - قد صعد مَشْرُبَته (٥) وعلى الباب وصيف (٦) فقلت: استأذن لي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاستأذن لي فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على حصير قد أثر في جنبه، وإذا تحت رأسه مِرْفَقة من أدم (٧) حشوها ليف، وإذا أُهُب في البيت معلقة، وقَرَظ منبوذ (٨)، فذكرت الذي قلت لحفصة وأم سلمة فضحك، فلبث بذلك تسعا


(١) قال العيني في عمدة القارئ (٢٢/ ٢٠): " (وإنك لهناك) أي: إنك في هذا المقام، ولك جرأة أن تغلظي علي".
(٢) قال ابن حجر في الفتح (١٠/ ٣١٥): " وتقدمت إليها في أذاه، أي: أنذرتها من أذى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وما يقع من العقوبة بسبب أذاه ".
(٣) لوحة رقم [٢/ ٣٠٠].
(٤) ذكر ابن حجر في الفتح (٧/ ٧٢٦): أنه جبلة بن الأيهم الغساني.
(٥) قال ابن الأثير في غريب الحديث (٢/ ٤٠٨): " المشربة بالضم والفتح: الغرفة ".
(٦) قال ابن حجر في الفتح (١٠/ ٣١٥): " بمهملة وفاء، وزن عظيم، وهو: الغلام دون البلوغ ".
(٧) قال ابن حجر في الفتح (١٠/ ٣١٥): " مرفقة بكسر أوله، وسكون الراء، وفتح الفاء، بعدها قاف، ما يُرْتَفق به، وقد تقدم في الرواية الأخرى بلفظ: وسادة ".
(٨) القرظ هو: الأديم المدبوغ بالقَرَظ، وهو ورق السلم. ينظر: غريب الحديث (٤/ ٣٨).

<<  <   >  >>