للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعشرين فنزل وأنبئت أن عائشة رضي الله عنها قالت: يا رسول الله لو شئت أخذت (١) ذات الذنب منا بذنبها، قال: إذا أدعها كأنها شاة معطاء (٢)? (٣)

ولهذا الحديث أسانيد وفيه زيادات ونقصان، وفي بعضها فقلت لحفصة: ? أتراجعين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالت: نعم، قلت: وتهجره إحداكن اليوم إلى الليل؟ قالت: نعم، قلت: قد خاب من فعل ذلك منكن وخسر، أتأمن إحداكن أن يغضب الله عليها لغضب رسوله - صلى الله عليه وسلم - وإذا هي قد هلكت! لا تراجعي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا تسأليه شيئا، وسليني ما بدا لك، ولا يغررك أن كانت جارتك هي أوسمُ وأحبُ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منك ـ يريد عائشة ـ? (٤)

وقيل في بعضها قال عمر: ? والله لآتين أم سلمة فليس منهن أمس بي رحما (٥) منها، فأتيتها فقلت تسألين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لا يجد! والله ما أراك تنتهين حتى ينزل الله تبارك وتعالى ـ بك قارعة، قالت: سبحان الله! ما لك وللدخول بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين أزواجه، بل أنت والله ما أراك تنتهي حتى ينزل الله ـ عز وجل ـ بك قارعة، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: أطلقت نساءك؟ قال: لا، فأخبرته بما كان من شأني وشأن أم سلمة فضحك، فلما رأيت ضحكه وطيب نفسه قلت: يا نبي الله أنت بالمنزل الذي أنت به من الله، وأنت على ما أرى،


(١) في الأصل أَعْرَى كلمة: أخذت عن الهمز، وأثبت الهمز على نحو ما جاء في مسند أبي عوانه (٣/ ١٦٩).
(٢) الشاة المعطاء: هي التي سقط صوفها. ينظر: اللسان مادة: معط.
(٣) أخرجه بهذا السياق أبو عوانة (٣/ ١٦٨).
وهو عند البخاري [١٢٥٢ كتاب اللباس، باب ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتجوز من اللباس والبُسط] ومسلم [٢/ ٨٩٤ كتاب الطلاق] بنحوه، دون قول عائشة في آخره.
(٤) أخرجه مسلم [٢/ ٨٩٧ كتاب الطلاق] به.
(٥) وجه القرابة: أن والد أم سلمة سهيل بن المغيره بن عبد الله عم أم عمر - رضي الله عنه -، وهي بنت هاشم بن المغيرة بن عبد الله. ينظر: طبقات ابن سعد (٣/ ١٤١) و (٨/ ٢٧٨).

<<  <   >  >>