للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكسرى وقيصر على سرر الذهب، وفرش الديباج (١)، فقال: يا عمر أولئك قوم عجل الله لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا? (٢)

وقيل في بعضها: ? فدخلت على عائشة ـ وذلك قبل أن يوضع الحجاب ـ فقلت: يا ابنة أبي بكر بلغ من أمرك أن تؤذي نبي الله - صلى الله عليه وسلم -! فقالت: يا بن الخطاب ما لي ولك، عليك بنفسك، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: إن كنت طلقت (٣) نساءك فإن الله تبارك وتعالى معك وملائكته وجبريل وميكال وأنا ـ أيضا ـ وأبو بكر والمؤمنون، فَصَدّق الله ـ عز وجل ـ قولي فأنزل الله ـ تبارك وتعالى ـ: {وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ} (٤) إلى آخر الآية (٥).

وقالت عائشة: ? لما نزل رسول - صلى الله عليه وسلم - إلى نسائه أُمر أن يخيرهن، دخل عليّ فقلت: يا نبي الله إنك حلفت ألا تدخل علينا شهرا، وقد مضى تسعة وعشرون يوما؟ قال: إن الشهر يكون تسعة وعشرين، وقال: سأذكر لك أمرا فلا تعجلي حتى تستشيري أباك، فقلت: وما هو؟ فتلا علي آية التخيير إلى آخر الآيتين، فقلت: إني أختار الله ورسوله، فسر بذلك، وعرض على نسائه فتتابعن كلهن يخترن الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -? (٦)

رويت هذه الأحاديث، وظن رواتها أن قول الله عز وجل: {لِمَ تُحَرِّمُ} إنما كان لحلفه ألَّا يدخل عليهن شهرا، ورويت أحاديث: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شرب عسلا، فقلن


(١) قال في اللسان مادة: دبج: " الدَّبْجُ: النَّفْشُ والتزيين، فارسي معرب ... والدِّيباجُ: ضرب من الثياب، مشتق من ذلك ".
(٢) أخرجه البخاري [١٠٥٧ كتاب التفسير، سورة التحريم] بنحوه.
(٣) لوحة رقم [٢/ ٣٠١].
(٤) سورة التحريم (٤).
(٥) أخرجه مسلم [٢/ ٨٩٥ كتاب الطلاق] بنحوه.
(٦) أخرجه الطبري في تفسيره (١٠/ ٢٩٠) عن عائشة، به.
وهو عند البخاري [٤٨٩ كتاب المظالم، باب الغرفة والعُلية المشرفة وغير المشرفة] ومسلم [٢/ ٨٩٢ كتاب الطلاق] عنها، بنحوه.

<<  <   >  >>