للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبعد: فلقد كان للتفسير الفقهي بمراحله التي مر بها، وخصائصة التي تميز بها، أثره الطيب المبارك، على الحركة العلمية بعامة، وعلى الجانب المتعلق بالدراسات القرآنية بخاصة، وربما كان الأمر يستدعي بحثا أوسع، ونظرا أَحَدّ لاستجلاء تلك الآثار الطيبة، لهذا الاتجاه في تفسير القرآن الكريم، وسأذكر هنا طرفا من تلك الآثار:

أولا: لقد كان للمؤلفات في أحكام القرآن، أثرها البين في الحركة العلمية المتعلقة بالدراسات القرآنية، يلمس ذلك كل ناظر في كتب التفسير، أو تلك المؤلفات القرآنية ذات الصلة بالتفسير، والتي جعلت من كتب أحكام القرآن الكريم مرجعا أصيلا لها، تعتمده في دراسة آيّ القرآن الكريم ـ ولا سيما ـ حين تتعرض تلك المؤلفات والدراسات للمسائل الفقهية في الآيات القرآنية، فتراهم يعولون عليها، ويرجعون إليها، بل ربما استغنوا بهذا الرجوع عن العود إلى أمهات كتب الفقه (٢).

ثانيا: ومن الآثار الحسنة لهذا الاتجاه في التفسير، أنه أسهم في توسيع دلالات آيّ القرآن الكريم، بما تضمنته تلك المؤلفات من بحوث عميقة، واستنباطات دقيقة، وفهم وَقَّادٍ، لدلالات آيّ القرآن، ومن أصدق الشواهد على ذلك: كتاب الجامع لأحكام القرآن


(٢) ينظر مثالا على هذا الأثر: ما ورد في كتاب: ابن العربي المالكي وتفسيره أحكام القرآن دراسة وتحليل ص ٣٩٣، فقد عقد فصلا بين فيه أثر كتاب أحكام القرآن لابن العربي المالكي على من جاء بعده، وضرب له أمثلة عديدة.

<<  <   >  >>